في تحد صارخ لقرارات مجلس الأمن وفي خطوة استفزازية لدول الجوار, أعلنت كوريا الشمالية إنها وضعت قمرا صناعيا في مداره بعد إطلاق ناجح لصاروخ بعيد المدي وسط إدانات دولية واسعة وأكدت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الشمالية أن عملية الإطلاق تمت من مركز سوهاي الفضائي علي الساحل الغربي للبلاد, مشيرة إلي أن الصاروخ يونها-3 المكون من ثلاث مراحل قطع مسافة بلغت2500 كيلومتر في مسار فوق الاراضي اليابانية قبل أن يسقط في البحر الأصفر بعد10 دقائق من إطلاقه بنجاح. وهذه هي ثاني محاولة إطلاق صاروخ بعيد المدي خلال العام الحالي في ظل النظام الكوري الشمالي بقيادة, كيم جونج أون, بعد محاولة الإطلاق الفاشلة التي جرت في أبريل الماضي. ومن ناحيتها, وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عملية الاطلاق بأنها انتهاك وتحد سافر للعقوبات الدولية المفروضة علي بيونج يانج, ووصفت العملية بأنها خطوة واضحة تجاه تطوير كوريا الشمالية التكنولوجيا اللازمة لبناء صاروخ باليستي عابر للقارات. وأوضحت الصحيفة أن توقيت الإطلاق يهدف علي ما يبدو إلي مفاجأة الجانب الأمريكي, خاصة في أعقاب إعلان كوريا الجنوبية واليابان تأجيل كوريا الشمالية إطلاق الصاروخ خلال الأسبوع الحالي, اعتمادا علي رصدهما لحركة تفكيكه نتيجة لمشكلة فنية. ونوهت الصحيفة إلي أن عملية الإطلاق ستسهم في تعقيد العلاقات الأمريكية-الكورية الشمالية, خاصة بعد فشل بيونج يانج في الالتزام بالتعهدات التي استمرت اربع سنوات ثم التهديد بفرض عقوبات صارمة في تغيير موقفها. وفي أول رد فعل دولي لإطلاق الصاروخ, أدان البيت الابيض عملية الاطلاق واصفا اياها بانها فعل استفزازي يهدد الامن الاقليمي وينتهك بشكل مباشر قرارات مجلس الأمن1695 و1718 و1874, التي تطالبها علنا بعدم اجراء تجارب صاروخية ووقف برنامجها الصاروخي. وتعهد البيت الأبيض في بيان أصدره, أمس, بالعمل مع الشركاء الدوليين من أجل اتخاذ إجراء مناسب ضد بيونج يانج. وقال تومي فيتور, المتحدث باسم البيت الأبيض, إن الولاياتالمتحدة لا تزال يقظة في مواجهة استفزازات كوريا الشمالية وملتزمة التزاما تاما بدعم أمن حلفائها في المنطقة. ومن جانبها, أعلنت مسئولة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي, كاثرين أشتون, أن الاتحاد سيدرس فرض المزيد من العقوبات علي كوريا الشمالية, وقالت أشتون:إن اطلاق قيام كوريا الشمالية الصاروخ الجديد يعد خطوة أخري في إطار محاولة منذ زمن طويل تقوم بها لتطوير تقنية الصواريخ الباليستية ومن ثم فإنه يمثل انتهاكا واضحا للتعهدات الدولية للجمهورية. وانتقد حلف شمال الاطلنطي الناتو بشدة اطلاق الصاروخ. وقال اندرس راسموسن الأمين العام للحلف, في بيان له أن الحلف يواصل دعوة السلطات في كوريا الشمالية للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقوة إطلاق كوريا الشمالية صاروخا وعبر عن قلقه من أن يؤثر ذلك سلبا علي فرص إقرار السلام والأمن بالمنطقة. ودعا الرئيس الكوري الجنوبي, لي ميونج باك, الي اجتماع طارئ لكبار وزراء الأمن الوطني بعد أطلاق كوريا الشمالية الصاروخ الذي مر فيما يبدو فوق الجزر الجنوبية لليابان بالقرب منأوكيناوا. وقد أدانت كوريا الجنوبية اطلاقه ووصفته بأنه يمثل تهديدا للسلام في شبه الجزيرة الكورية, والعالم وحذرت من أن بيونج يانج تواجه المزيد من العزلة جراء ذلك. وقال مسئول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية إن توقيت إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي اختير لتعزيز قبضته زعيمها الجديد, كيم جونج أون. وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها, فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن صاروخ بيونج يانج لم يهدد روسيا. كما عبرت الصين عن أسفها ودعت حليفتها الي الالتزام بقرارات مجلس الأمن التابع للامم المتحدة. وفي النمسا,أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية, شالن برج, إلي أن إطلاق الصاروخ يمثل تحديا سينجم عنه المزيد من العزلة والانعكاسات السلبية علي الإستقرار في آسيا, داعيا بيونج يانج إلي الإمتناع عن أية خطوات جديدة تتعارض مع قرارات مجلس الأمن. وفي غضون ذلك, دعت الحكومة اليابانية لاجتماع طارئ في مجلس الأمن, ونقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء عن المندوب الياباني لدي الأممالمتحدة, تسونيو نيشيدا, القول إن الطلب قدم إلي المغرب, التي تترأس حاليا المجلس. وقال رئيس الوزراء الياباني يوشيكو نودا للصحفيين إن إطلاق الصاروخ غير مقبول تماما.وأضاف أنه سيكون لليابان رد صارم علي إطلاق الصاروخ.