حقق الشعب الفلسطيني إنجازا سياسيا كبيرا بزعامة محمود عباس بحصول فلسطين علي صفة دولة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة بموافقة عالمية كاسحة رغم اعتراض أمريكا وإسرائيل.. كانت معركة سياسية من طراز رفيع قادها ابو مازن ببراعة شديدة واستطاع أن يوجه للوبي الصهيوني ضربة قاسية.. لقد صبر الشعب الفلسطيني سنوات طويلة علي مفاوضات واتفاقيات سياسية لم يتحقق منها شيء وتنازل عن الكثير من حقوقه الدولية أمام وعود كاذبة من إسرائيل وأمريكا وأطراف أخري وصدق عرفات هذه الوعود التي لم تصل إلي شيء ثم جاء أبو مازن وبدأ مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وطاف كل عواصم الدنيا وتنقل بين رؤساء الوزارات في إسرائيل ولم يترك منهم أحدا ولم يحصل أيضا علي شيء وكان من نتائج هذه المفاوضات إنقسام الشعب الفلسطيني وظهور حماس كقوة مقاومة لا تعترف بكل هذه المفاوضات والأن وامام هذا الإنجاز التاريخي أصبح من الضروري ان تتوحد كل الفصائل الفلسطينية وان تعود مرة أخري كقوة موحدة امام إسرائيل سواء كانت قوي للتفاوض أو المقاومة.. لم يعد مقبولا هذا الإنقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية فقد استفادت إسرائيل من ذلك كثيرا واضاعت الكثير من الوقت تحت دعوي ان الفلسطينيين لا تجمعهم كلمة واحدة وانهم لا يريدون السلام.. لقد حقق الفلسطينيون إنجازين كبيرين في شهر واحد وقعت إسرائيل اتفاقا للهدنة مع حماس في غزة بعد معركة عسكرية ضارية والآن يعترف العالم ولأول مرة بفلسطين كدولة في الأممالمتحدة حتي ولو كانت بصفة مراقب.. إن هذا القرار التاريخي سيعطي للشعب الفلسطيني حقوقا كثيرة امام المنظمات الدولية والمجتمع الدولي وربما وجد زعماء إسرائيل انفسهم امام المحكمة الجنائية الدولية يحاكمون بجرائم تاريخية في قتل الشعب الفلسطيني وارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان وسوف يكون ذلك انتصارا جديدا للقضية الفلسطينية.. يجب ان يكون قرار الأممالمتحدة نقطة بداية جديدة لتوحيد كلمة وإرادة القيادات الفلسطينية التي لم تجن شيئا من المعارك والصراعات طوال السنوات الماضية غير ضياع الفرص وتراجع القضية والطغيان الإسرائيلي المزيد من أعمدة فاروق جويدة