لست أريد أن أكرر كلاما سبقني إليه الكثيرون في التأكيد علي أن مفتاح التقدم لبلوغ النهضة في أي مجتمع يرتهن أساسا بحجم وعمق وجدية الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي.. وكم كنت- مثل كثيرين- يتمنون أن تتحول مساحات الاهتمام بالأزمة المفتعلة بشأن الاشتباك غير المبرر بين جامعة النيل للبحث العلمي وبين المشروع المحتمل لمدينة زويل للبحث العلمي إلي ندوات وحوارات حول استراتيجية التعليم والبحث العلمي في مصر وضرورة الانتقال بها من دوائر الحفظ والتلقين وأساليب قياس التفوق بمنهج الاختبارات والامتحانات التقليدية إلي الدائرة الأوسع وهي دائرة التفكير والتأمل والقدرة علي الخيال والابتكار. وعندما أتحدث عن أهمية اقتحام دائرة التفكير في مجالات التعليم والبحث العلمي فإنني أتحدث عن حقيقة أزلية وهي أن الإنسان لم يصل إلي ما وصل إليه من امتياز علي سائر الكائنات الأخري إلا بقوة التعليم ورجاحة العقل فليس الإنسان أقوي الكائنات علي الأرض ولا هو أضخمها جسما ولا أرهفها حسا ولكنه أشد هذه الكائنات قدرة علي التفكير والتأمل!. ولعلنا نتفق جميعا علي أن التفكير والتأمل هو أساس وركيزة كل الحضارات الإنسانية علي مر العصور إلي الحد الذي يجوز معه القول إن أعظم قوة أسهمت في صنع هذا التقدم الحضاري حقبة بعد حقبة لم تكن البخار أو دخول عصر الكهرباء أو اقتحام آفاق الطاقة النووية ثم الولوج إلي عصر الثورة المعلوماتية والتكنولوجية وإنما القوة الحقيقية كانت وما زالت وستظل هي قوة التفكير والتأمل عند الإنسان والتي مكنت البشرية من كشف أسرار هذا الكون وتسخير معطياته لتحقيق التقدم والرفاهية. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الصبر عنوان القدرة علي اختزان الألم دون صراخ!. [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله