مع كل الاحترام والتقدير للأهداف والمقاصد السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ترتفع راياتها هذه الأيام يظل التحدي الحقيقي لهذا الوطن مرتهنا بمدي القدرة ومدي الجدية علي الشروع باتجاه إحداث تغيير جوهري في فلسفة العملية التعليمية بكل مراحلها لتوفير الاستحقاقات اللازمة لمواجهة التحدي المعرفي والتكنولوجي الذي أصبح سمة العصر. إن كل أهدافنا ومقاصدنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية المشروعة يصعب بلوغها في غيبة من نظام تعليمي متكامل قادر علي توفير رأس المال البشري المؤهل لمجاراة عصر المعرفة والمعلوماتية بكوادر بحثية تقود مهمة التحديث المجتمعي والتطوير العلمي المنشود. أتحدث عن حاجتنا إلي ثورة حقيقية في هذا المجال لكي يصبح التعليم إطلالة حقيقية تستشرف آفاق المستقبل وتنمي قدرات الخيال العلمي من خلال الربط الوثيق بين مناهج التعليم وأهداف البحث العلمي اللازمة لتلبية حاجات المجتمع الحقيقية وحل مشاكله. ولست أخفي خشيتي في غمرة الانشغال بالجدل السياسي الذي يغذي أرض مصر هذه الأيام أن يغيب عن بالنا أن النظام السياسي في أي بلد هو مجرد إطار ومجرد وسيلة وأن الغاية الكبري هي صنع التقدم ومجاراة العصر من خلال بوابة التعليم والبحث العلمي. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: من يثق بسهولة ينخدع بسهولة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله