لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يجادل في أن حلم النهوض بالتعليم لمواكبة الثورة التكنولوجية لا يمكن له أن يتحقق بالاقتصار فقط علي نقل واستقدام التكنولوجيا. وإنما جوهر التحدي يتركز في مدي القدرة علي وضع برنامج لتطوير التعليم يمكننا من سرعة الوصول إلي جذور القدرة المعرفية لإنتاج التكنولوجيا نفسها!. لقد آن الأوان لكي نجعل من التعليم مشروعنا السياسي والاستراتيجي الأهم في أجندة العمل الوطني والذي ينبغي النظر إليه والتعامل معه برؤي تستكشف المستقبل, وليس علي أنه مجرد وعاء شكلي يستهدف إعادة بناء المدارس وترميمها أو حذف بعض المناهج وإضافة غيرها أو تغيير نظم الامتحانات وسنوات الدراسة لها.. فتلك كلها- في اعتقادي- مجرد لوازم وضروريات ينبغي توفيرها قبل المضي علي طريق الهدف الأسمي, وهو إدخال مصر إلي عصر التكنولوجيا علي أسس سليمة وراسخة. وهنا يتحتم القول أن كل ما تحدثت عنه يحتاج إلي آليات جديدة وفي مقدمتها آلية البشر المسئولين عن إدارة العملية التعليمية وعلي رأسهم المعلمون في مختلف مراحل التعليم لأنه في غيبة من نظام تعليمي عصري تظل أهدافنا ومقاصدنا السياسية مهما حملت من عناوين براقة مجرد سراب خادع.. ثم إنه يتحتم التأكيد علي أن هدف اللحاق بعصر التكنولوجيا ليس مسئولية وزارة التعليم وحدها, وإنما هو مسئولية مجتمع بأسره يتحتم علي كل من ينتمي إليه أن يوظف ما لديه من علم وجهد ومال في خدمة هذا الهدف النبيل. ومع التسليم بأن اقتحام عصر إنتاج التكنولوجيا ليس أمرا سهلا يمكن بلوغه بالضغط علي أزرار لكنه أيضا ليس بالأمر المستحيل بشرط أن تستمر روح التكافل التي توفر إسهام القادرين مع الدولة لأن متطلبات بلوغ الهدف أكبر من إمكانات الدولة ومواردها الرسمية. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الإكثار من الشيء يؤدي إلي التخمة ما عدا المعرفة!. [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله