الصورة توضح حجم مشكلة المخلفات التي تعد أحد أهم المشكلات الرئيسية التي تعاني منها مصر وأخطرها, لذا حاول الرئيس مرسي فور توليه الحكم التخلص منها بطرح مبادرة وطن نظيف ليشارك فيها كل مواطن بالتعاون مع الجهات الحكومية. لكن للأسف نجاح المبادرة الملموس الذي ظهرمن خلال الحملات المكبرة التي قامت بها الاحياء بالتعاون مع الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة ووزارة الدولة لشئون البيئة لرفع القمامة والردش بالقاهرة الكبري والمحافظات قابلها فشل ذريع في سلوكيات الناس الخاطئة التي تعتقد أن البيت النظيف ليس له علاقة بالشارع النظيف! ؟ وفي نفس الوقت تتكرر الصورة في كل الأحياء بالقاهرة الكبري والمحافظات دون وعي بخطورة الموقف الصحي والبيئي وتنهال الشكاوي من المواطنين فنجد السكان بشارع سوق سوريا بدمنهور يناشدون المسؤلين ازالة مقلب القمامة الملوث خلف العمارة رقم واحد بشارع الوحدة العربية حيث يتنتشر منه الحشرات والفئران وتشتعل به الحرائق. وكذلك يشكو قاطنو حارة القط المتفرع من شارع الطشطوشي بحي باب الشعرية, والأهالي بمنطقة عزبة النخل وعين شمس والمرج والمطرية وشارع بورسعيد بحثا عن حل لدي الأحياء والأجهزة الحكومية. الدكتور مهندس شريف احمد مصطفي مدرس الهندسة البيئية بكلية الهندسة بجامعة6 اكتوبر يري أن الحل يكمن في التخلص من المسكنات والبدء في العلاج ويري أن الخلل في هذه المنظومة يتضح في سلوك الناس في التعامل مع المخلفات وعجز أجهزة الدولة في رفع المخلفات من الشوارع بشكل روتيني وسهل مما يؤدي الي تشوية المنظرالعام وانتشارالحشرات والحيوانات وزيادة الأمراض والتاثير السلبي علي حركة المرور. ويؤكد أن الحل الأمثل والسريع يأتي من المواطن نفسه من خلالالتعاون بين الشباب والحكومة ممثلة في المحافظة والحي ووزارة البيئة لنزول الشوارع وتنظيفها مرة اسبوعيا بالاضافة الي نشر الوعي البيئي والصحي لسكان الحي عن طريق عمل( كشك أو خيمة) بصفة مؤقتة لتوزيع ملصقات وأوراق تشرح كيفية التعامل مع المخلافات وأهمية فصل المخلفات ومعرفة طرق التعامل معها باعتبار أنها مورد فكيس المخلفات المنزلية به مواد بلاستيكية وزجاج وصفائح مشروبات وورق وكرتون وبواقي ماكولات وغيرها, وهي مواد يمكن اعادة استخدامها في التصنيع وتعد مصدرللدخل وتوفر فرص عمل لكثير من الناس. ويضيف الدكتور شريف أن فصل المخلفات العضوية من المنبع له فائدة ومنفعة لكل الناس والمجتمع, فمثلا لو حي يخرج يوميا1000 طن يحتاج الي حوالي120 عربة لرفعها يوميا, دون أن نقوم بعملية الفصل, فأننا سوف نحتاج الي50 عربة فقط لرفع القمامة اليومية في حالة الفصل من المنبع, مع العلم أن ما يحتاج الي رفع يومي هو المخلفات العضوية فقط نظرا الي سرعة تحللها اما المخلفات الاخري القابلة لاعادة التدوير يمكن تخزينها الي اسبوع كامل ونقلها يوم الجمعة فقط صباحا حيث لا يوجد حركة مرور كثيفة مما يساعد علي تخفيف الضغط علي شبكة النقل و يقل عدد السيارات الي النصف والصيانة و تكلفة الوقود و يمكن الاستعانة بسيارات كبيرة مخصصة لجمع المخلفات غيرالعضوية يوم الجمعة صباحا حتي لا تؤثر علي حركة المرور. ويقول الدكتور شريف بالنسبة للمواد المفروزة50% من مخلفات المنازل موادا يمكن اعادة تصنيعها وال50% من المواد العضوية من بواقي الطعام يمكن الاستفادة منها من خلال تحويلها الي سماد كمبوست للحدائق أو الأراضي المستصلحة زراعيا.