أزمة تهدد بإلغاء الرحلة بسبب شيلي كانت لوس انجلوس هي نقطة اللقاء وفي فندق بيفرلي هيلز المطل علي شارع روديو الدرايف اشهر شوارع المدينة والذي يضم محال تحمل اسماء اكبر بيوت الازياء العالمية المعروفة بحيث من ليس له محل ولو صغير في هذا الشارع لا يعتبر من البيوت الشهيرة. فهو اغلي شارع في كل العالم الامر الذي اراحنا لانه مجرد فرجة فقط.. كان لقاؤنا مساء السبت6 ديسمبر2008. لم تكن لوس انجلوس من اختيارنا وانما من اختيار الباخرة كريستال سيمفوني التي سترسو في ميناء سان بيدرو'SanPedro س علي مسافة70 كيلو مترا جنوب لوس انجلوس. ورغم ان كثيرين يحبون لوس انجلوس وفيها اكبر جالية مصرية في شرق الولاياتالمتحدة الا انه لم يقم بيني وبينها ود فالمدن مثل الافراد من الممكن ان تحب او تستلطف مدينة او لا تحبها وتستلطفها.وربما كان عدم استلطافي لها ذلك الشعور بالتضاءل والصغر امام الثراء الفاقع في قصورها والمغالاة الكبيرة في اسعار محالها وكأن هذا الغلاء احد مغرياتها! وغير ذلك فقد ارتبطت لوس انجلوس في ذاكرتي منذ الصغر بحكايات الملكة نازلي ام الملك فاروق التي كانت تمثل بالنسبة لنا فضائح لا تليق بملكة مصر. وكانت نازلي بعد وفاة زوجها الملك فؤاد عام1936 قد تحررت اكثر من اللازم من السجن الذي وضعه فيها فؤاد متجاهلة انها ام ملك يجب ان توفر له مايحمي سمعته. وبينما تشتهر الام بانها تضحي من اجل اولادها فإن فاروق الابن هو الذي ضحي من اجل امه وقبل زواجها من احمد حسنين رئيس الديوان اي الموظف عنده في القصر. وبعد مصرع احمد حسنين في حادث سيارة علي كوبري قصر النيل لم تطق نازلي ورحلت عام1947 الي الولاياتالمتحدة حيث عاشت في لوس انجلوس لكن الاسوأ كان تشجيعها ابنتها فتحية التي صحبتها معها هي وفايقة علي الزواج من موظف صغير من موظفي الخارجية المصرية التقت به في باريس اسمه رياض غالي قيل انه اسلم وفي البداية سكنت نازلي منطقة بيفرلي هيلز حيث المليونيرات فقد صحبت معها من مصر عام47 كل مجوهراتها واكبر كمية من الفلوس السائلة وكان الجنيه المصري في ذلك الوقت يعتبر عملة مؤثرة يتم استبداله بأكثر من جنيه استرليني وثلاثة دولارات ونصف ويتم استبدال هذا الجنيه في اسواق العالم. لكن نازلي تعرضت في حياتها للنصابين الذين ضحكوا عليها وسرقوا اموالها وجعلوها علي الحديدة. وفي ايام الفقر تمرد رياض غالي علي نازلي وعلي زوجته فتحية وانتهي الامر به الي قتلها باطلاقه الرصاص عليها. ومن بيفرلي هيلز انتهي المقام بنازلي الي افقر احياء لوس انجلوس حيث دفنت بعد موتها عام1978 هناك في مقابر الفقراء! ** كانت الرحلة تضم9 ازواج اختلفت مواعيد وصولهم لكنهم جميعا كانوا معا في الوقت المحدد11 صباح الاحد7 ديسمبر وفي سيارة اتوبيس تم الاتفاق عليها مسبقا حتي تتسع لنا وللحقائب الكثيرة ل18 فردا في رحلة طويلة اتجهنا الي ميناء سان بيدرو الذي يعتبر ميناء المدينة الكبيرة ويقع علي مساحة7500 فدان وقد وصلنا اليه في خلال ساعة. لم تكن اجراءات دخول الباخرة جديدة علينا فقد مررنا بها ثلاث مرات وهذه هي الرابعة.. ففي البداية يتم المرور علي جوازات الدولة التي بها الباخرة وهي هنا الولاياتالمتحدة.. ولا تختلف اجراءات السفر بالباخرة علي اجراءات السفر بالطائرة فيما عدا انه في سفر الطائرة تسلم الشركة جواز السفر للراكب اما في الباخرة فإن الشركة تسحب جواز السفر وتصبح محتفظة به الي اخر يوم في الرحلة, وبدلا من الجواز تسلم الراكب بطاقة صغيرة في حجم كروت الائتمان يتم استخراجها له في التو وعليها صورته واسمه ورقم الرحلة واسم الباخرة وميناء الوصول وايضا رقم قارب النجاة الذي يركبه في حالة الخطر لاقدر الله. ولكن لا تحمل البطاقة رقم الكابينة التي يقيم بها الراكب حتي لا يستطيع من يجدها ان يستخدمها في فتح الكابينة.وهذه البطاقة تصبح الي اخر الرحلة بطاقة الشخصية ومفتاح دخول الكابينة وبطاقة النزول من الباخرة في الموانيء التي تقف عليها والعودة الي الباخرة وفي كل مرة يتم مرور البطاقة علي جهاز مسح'scanner س والي جانب ذلك تعد البطاقة وسيلة دفع وشراء اي مشتريات من المحال الموجودة في الباخرة6 محال تبيع منتجات مختلفة من الملابس ولوازم السفر من ماكينات حلاق وامواس وروائح وادوية حيث يتم تجميع حساب كل راكب في نهاية الرحلة ومحاسبته عليه قبل مغادرة الباخرة. ** كانت مجموعتنا كما قلت تضم9 ازواج18 فردا وقد فوجيء ثلاثة منا برفض التصريح لهم بالسفر علي اساس ان الباخرة ستمر بثلاثة موانيء في دولة شيلي وليس مع الثلاثة فيزا دخول شيلي. ولم يكن ذلك مألوفا فجميع الاوراق المطلوبة يتم ابلاغ الراكب بها قبل فترة لاعداد المطلوب من تأشيرات خاصة بالنسبة لدولة الابحار ودولة الوصول اما الدول التي تمر بها المركب فكان المألوف ان تتولي الباخرة امرها. وهو ما حدث بالنسبة لدول المكسيك وكوستاريكا واكوادور وبيرو واورجواي, لكن كانت المفاجأة باشتراط شيلي ضرورة حملنا تأشيرات دخول لها وقد تصورناها في البداية مشكلة بسيطة فصمم الذين معهم فيزا الي شيلي علي التضامن معنا نحن الثلاثة الذين لا نحمل تأشيرات وقيل لنا انهم يحاولون حل المشكلة, واخيرا ابلغونا السماح بصعود الجميع, ولكن لم نتصور ان المشكلة ستثار عند الوصول الي شيلي وبصورة اسوأ!