من يحب السينما ومن يعشق الحياة الفنية - سيجد متعة من نوع خاص عندما يزور أمريكا خاصة أثناء زيارة هوليوود - مدينة السينما وصناعة السينما الأمريكية - المدينة الحلم لكثير من النجوم وغير النجوم للبحث عن طريق للعالمية، التى كان لى فيها رأى مختلف قد لا يوافق عليه الكثيرون، لكننى سأرجئ رأيى هذا لاحقاً. المهم هو أن زيارة هوليوود، بكل ما فيها من مطاعم ومتاحف مزخمة بصور النجوم وأزيائهم وأفيشات السينما أمر يصعب تفويته إن كنت فى ولاية كاليفورنيا فعليك أن تشاهد العلامة المميزة لاسم هوليوود Hollywood على قمة مرتفعات هذه المنطقة.. ستذهب إلى هوليوود وبالتأكيد ستمر على شارع النجوم ولهذا الشارع قصة طريفة وهى أنه: فى عام 1958 أعلن الممثل أوليفر ويزميلر وهو أحد أبناء ولاية كاليفورنيا حيث توجد هوليوود هذه الجائزة التى يكرم صاحبها برسم نجمة تحمل اسمه على واحد من أهم شوارع المدينة وهو شارع (هوليوود بوليفارد) بعد سنوات أصبحت النجوم المتراصة كثيرة جداً.. وتحول شارع النجوم إلى قبلة للسياح الذين يزورون هوليوود.. وبدأت النجوم المرسومة فارغة.. أى مجرد رسم لنجمة مع بداية إطلاق هذه الجائزة أواخر الخمسينيات.. لكن فى سنوات لاحقة أصبح يضاف إليها بعض الأشكال الأخرى كما تغير التصميم والألوان.. يسمى هذا الشارع بممر الشهرة أو Walk of fame وهو ممر موجود فى مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا ويوجد فيه الآن ما يزيد على 2000 نجمة أى ما يزيد على 2000 اسم لنجم ونجمة عالميين فى مجالات مختلفة نجوم سينمائية وتليفزيونية وإذاعية وموسيقية. تسير فى الشوارع وأنت منكس الرأس لتقرأ أسماء النجوم الذين تحبهم والذين تعرفهم وقد شاهدت أفلامهم لتجدها مكتوبة على بلاط هذا الشارع والناس تقف لتلتقط صورة لاسم النجم المفضل مكتوباً على الرصيف، والحقيقة أننى لم تعجبنى الفكرة، ربما لأننى نظرت إليها بمنطق مختلف وهو كيف نحب نجماً ونقدره ونحترمه ونضع اسمه على الرصيف الذى نسير عليه، وهذه التقليعة لم أعتبرها تكريماً أو فكرة موفقة للتعبير عن التكريم، كيف أدوس بقدمى على اسم روبرت دى نيرو أوجاك نيكلسون، مررت بجوار اسم ميريل ستريب ولم يطاوعنى قلبى أن أسير على اسمها. ربما تكون هذه وجهة نظرى التلقائية. وبالمصادفة قد قرأت معلومة تتشابه مع وجهة نظرى وإن كانت لسبب آخر وجيه وهو أن الملاكم العالمى الشهير محمد على كلاى قد رفض وضع اسم نجمة عليها اسمه فى هذا الشارع وذلك لأن اسمه يحمل اسم النبى محمد عليه الصلاة والسلام وأنه لا يوافق على أن يطأ الناس بأقدامهم على اسم محمد. المدهش أنهم قد احترموا رغبته وبالفعل تم وضع نجمة محمد على كلاى باسمه على حائط مسرح كوداك. لكن فى هوليوود وبعيدا عن النجوم تشاهد أنماطا أخرى للبشر، خاصة الفتيات والشباب الحالمين بسحر النجومية، يأتون من بلاد مختلفة أو من ولايات مختلفة بحثاً عن الشهرة والفرصة والنجومية، يرتدون بعض الملابس الغريبة أو غير المعتادة، وهذا يفسر أن البشر هم البشر، مهما اختلفت ثقافاتهم إلا أن هناك أشياء كثيرة مشتركة ومتفقاً عليها بين الثقافات. لايمكن أن تكون فى هوليوود ولا تتجول بالسيارة فى شوارع بيفرلى هيلز التى تعد منطقة الأغنياء والمرفهين، فهى منطقة سياحية من طراز خاص تتجول فيها مع مرشد يدلك على بيوت النجوم، ويحتوى هذا الشارع على أكبر المتاجر التى تحمل أسماء الماركات العالمية الشهيرة هل تصدق أن معدل دخل الأسرة فى مدينة بيفرلى هيلز حوالى 84 ألف دولار طبقا لموقع الإحصاء السكانى لأمريكا عام 1999. * أليس أمراً يستحق المشاهدة؟ أما الاستديوهات العالمية أو يونيفرسال ستديوز فهو مزار آخر رائع يستحق الزيارة والتأمل والاستمتاع فيه بروعة وسحر السينما العالمية التى تشاهد كيف تم تصويرها وتصبح جزءا من هذه الصناعة وأنت تشاهد الشخصيات والأحداث، التى قد تراها ثلاثية الأبعاد، حيث إنها مكان للفهم ولمعرفة أجواء السينما العالمية وكذلك معايشة المتعة والمغامرة وقد بدأت فكرة الاستديوهات فى بداية العام 1910م أرسلت شركة (Biograph) المخرج د. و.جريفيث للساحل الغربى لأمريكا مع تجهيزات التصوير وطاقم ممثلين منهم - بلانش سويت، ليليان جيش، مارى بيكفورد، ليونيل باريمور وآخرين.. وبدأوا عملهم فى منطقة خالية من مدينة لوس أنجلوس بعد أن قامت شركة Biograph باستطلاع واستكشاف عدة مناطق. وعلى بعد بضعة أميال شمال هوليوود استقبلتهم قرية مضيافة استجابت لسحر التصوير السينمائى فى ربوعها. ومن هنا نشأت هذه الفكرة التى مع الوقت أصبحت من أهم المناطق السياحية مزاراً ورواجاً ومتعة حقيقية. وبعد أن أصبحت الاستديوهات نهضة صناعية وسينمائية تم تأسيس يونيفرسال ستوديوز هوليوود وهى متنزه ترفيهى رائع فى لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا أيضاً. وهى واحدة من أقدم استديوهات السينما فى هوليوود الأكثر شهرة لا يزال قيد الاستخدام. عنوانها التسويقى هو عاصمة الترفيه فى لوس أنجلوس، وفى فصل الصيف غالبا ما يتم الإعلان بأنها أروع مكان فى لوس أنجلوس. رغم أن سعر التذكرة ليس رخيصاً لكن الأمر يستحق الزيارة ولو مرة واحدة، حيث يصل سعرها إلى 75 دولارا للفرد. ولأن هذه المزارات تعرف جيداً كيف تسوق لنفسها لألوف البشر، فقد شاهدت مثلاً لعبة يقف فى صف انتظارها العديد من البشر، وهى عبارة عن الطيران فى أنبوبة هوائية - حيث يرتدى السائح بدلة تشبه بدلة الفضاء ويدخل هذه الأنبوبة الكبيرة المتسعة ومعه أحد المدربين الذى يوجهه ويحمله ويحميه أثناء الضخ الهوائى وتجد الشخص طائراً وكأنه سابح فى الفضاء، وقد تمنيت تجربة هذه اللعبة المغامرة، الحقيقة كنت أحلم بتجربة خبرة الطيران، لكن الحظ لم يحالفنى حيث إن الوقت كان الثانية ظهراً - وكان أول موعد للحجز المتاح فى التاسعة مساء، لأن هناك قائمة من المنتظرين قبلى، وهو ما أعاق حتى تحقيق حلمى المتواضع فى الطيران. عندما عدت من أمريكا.. سألنى العديد من الأصدقاء والأهل بافتراض إن كانت لدى الفرصة للعيش هناك هل سأختار الحياة فى مصر أم فى أمريكا؟، والحقيقة أننى وجدت أن هذا السؤال مأزق حقيقى لأى شخص يحب مصر ويحزن لها أومازال يرى فيها الروعة النادرة التى تجبرك على البقاء فيها وأنت صعبان عليك نفسك وصعبان عليك البلد كلها. السؤال يشبه المعضلة، ولكن المعضلة الأكبر أن هناك هاجساً قد ينتابك للحظات وأنت تتمنى فيها أن تترك البلد بما حملت من مشاكل، تتمنى ألا تلحق بأولادك من بعدك.. ألم تشعر أن الحل الوحيد لإصلاح ما هو قادم من حياتك هو أن تفلت أنت ومن تحب إلى مكان آخر. ولكن الأجمل والأروع أن تعيش فى وطنك وأنت معزز مكرم.. المهم أن تكون بنى آدم فى وطنك..