ظهرت السينما المستقلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام1910 بعد ظهور خمس شركات كبيرة احتكرت صناعة السينما, وتحكمت في جميع أدواتها سواء قبل الإنتاج, أو بعد, فأسس الفنان' شارلي شابلن هو ومجموعة من الفنانين الذين لمعت أسماؤهم في ذلك الوقت' مجموعة المستقلين للإنتاج السينمائي' هروبا من احتكار الشركات الخمس الكبري للصناعة, أما في مصر فمنذ عهد السينما المصرية وهي مستقلة يتحكم في الإنتاج أفراد, وليس استديوهات, ومؤسسات ضخمة, لكن مع في السنوات العشر الاخيرة بدأت بعد التجارب الخاصة للمخرجين في صناعة افلام بعيدة عن الأنماط التجارية السائدة, فأطلق عليها النقاد' السينما المستقلة' لاستقلالها عن النمط التجاري السائد بطرح موضوعات ورؤي مختلفة, ولكن أختلف النقاد في تعريف هذا النمط السينمائي, ورفض صناع هذا النمط تصنيفها. وقال المخرج' إبراهيم البطوط' الحاصل مؤخرا علي جائزة مهرجان' ترابيكا' بفيلمة الحاوي: أن السينما المصرية تاريخها أكثر من مائة عام, ولا توجد فيها سينما مستقلة, واخري غير مستقلة, لأن المناخ في مصر مختلف فلا يوجد نظام الأستديو المسيطر, والمتحكم في الصناعة, كما ان السينما المصرية تنتج في العام أكثر من30 فيلما' فالقماشة عريضة' وتتحمل أنواعا وتجارب سينمائية مختلفة,وأنا أري أن حصول فيلمين علي جوائز هذا العام خطوة هامة, والسينما تحتاج جميع الالوان لترسم صورة رائعة. كما قال المخرج' احمد رشوان' السينما ليست مستقلة, لكنها سينما بديلة, او مختلفة, او منخفضة التكاليف لانها تعتمد في تصويرها علي الكاميرا الديجيتال, بالاضافة للوجوهالجديدة, كما تعتمد علي التصوير في الأماكن الحقيقية, بموضوعات أنسانية خاصة بحياة الأنسان المصري, سواء تم تحويلها ل35 ملي, أو عرضت ديجيتال, وفيلم' كليفتي' للمخرج محمد خان تجربة خاصة, ونوع مختلف, وتم تصوير الفيلم ديجيتال, وهو من اكثر الأفلام التي عرضت علي الفضائيات, والهدف من هذا النوع من السينما صناعة فيلم أفضل, وهو متاح للدارسين للسينما, وغير الدارسين محترفين, أو غير محترفون فجميعهم محبيو للسينما, كما أن السينما البديلة, أو منخفضة التكاليف فهي تحاول الهروب من أليات السوق, ولا تحصل علي أي دعم حكومي,وتبتعد عن فكرة سينما النجم بتقديم وجوه جديدة, وهذا النوع جيد, وأيضا التجاري جيد, كما انها ليست سينما مهرجانات كما يشاع, ولكن الموضوع هو الذي يفرض نفسه علي المهرجان, غير ذلك, فالسينما إما فيلم جيد, أو فيلم غير جيد, اما من يستغلوناسم السينما المستقلة لينتجوا أفلاما تجارية تحت عباءتها, فذلك لانها منخفضة التكاليف, وحصول السينما البديلة, أو منخفضة التكاليف علي جوائز خطوة للأمام, وليست انتصارا لاننا لسنا في معركة, وهذا النمط من السنما موجود في كل الدنيا لان السينما تعتمد علي التنويع. وأكد المخرج' محمد حماد' انهاسينما بديلة, لا تلغي التجارية, ومقولة سينما مستقلة لا يعرف متي قيلت, فهي أفلام حرة لأنها بعيدة عن الضغوط الفكرية, والانتاجية, وقليلة التكلفة, السينما أنواع كثيرة, كلمة سينما مستقلة جاءت من السينما الأمريكية, واطلقوها لاستقلالهم عن سطوة استديوهات هوليود, وفيلم' مارتشي' اتكلف7 آلاف دولار, وحقق أرباحا180 مليون دولار, وهناك العديد من الأفلام التي حققت نفس الارباح, فالسينما الامريكية تستوعب أنواعا مختلفة, وأتمني أن تستوعبها السينما المصرية. وقال المخرج' إياد صالح' ان السينما المستقلة هي التي تهرب من قبضة الاستديوهات, والشركات الكبيرة, فهي إنتاج فردي, ومعظم انتاج السينما المصرية فردي, أما نوعية الافلام أو التجارب منخفضة التكلفة فليس هدفها الربح, وأنما طرح افكار, وتجارب مختلفة, بوجوة جديدة, بعيدة عن سطوة الإنتاج الضخم, فهي مستقلة في افكارها, لكنها ليست سينما مشاريع تخرج, وإذا اطلقنا مسميات فغدا سنقول: مخرج مستقل, وبرامج مستقلة, ومن ينتج أفلاما تجارية تحت مسمي المستقلة يهرب من سينما النجوم. كما قال المؤلف والمخرج' أحمد عبدالله' الحاصل علي التنيت الذهبي في مهرجان قرطاج هذا العام بفيلم' ميكرفون': أحاول الهرب من التسميات, فالسينما المستقلة مصطلح أاقتصادي, وهو موجود في أمريكا وليس في مصر, فالسينما المصرية مستقلة منذ ظهورها, وانا مع الناقد سمير فريد فيما اطلقه علي مانقدمه من نمط سينمائي أنه مستقل في الطريقة, والموضوعات التي يطرحها, فما نقدمه تجارب أقرب للواقع, وبها شق تسجيلي, وطريقة تصويرها مختلفة' الديجيتال', ولا نعتمد علي النجوم, وانا في ميكرفون, وهليوبلس, النجوم الذين اعتمد عليهم, ممثلون, ولم يظهروا كنجوم, فنحن نقدم سينمابديلة شابة- مختلفة مهما كلن مسماها فهي سينما, وأعتقد ان النقاد وراء تسميتها بالمستقلة, لأنهم وجدوا أكثر من اربعة مخرجين يقدمون نمطا متقاربا. أما النقاد فكان لهم رأي آخر فاختلفوا حول السينما المستقلة وقال: الناقد' احمد يوسف': سينما مستقلة عن إي؟ العالم كله به أنواع كثيرة من السينما, والانتاج المختلف, وظهور السينما المستقلة جاء هروبا من احتكار المؤسسات القوية للانتاج, فظهر منتجون صغار حاولوا الوجود بجوار هذه المؤسسات العملاقة, ففي امريكا كون مجموعة من الفنانين شركات لانتاج السينما بعيدا عن الشركات الكبيرة, لأنها كانت لاتترك فرصة للعمل خارج أستديوهاتها, والقائمين علي هذة الشركات كانوا موظفين تنفيذيين, فلم يسمحوا بأفكار إبداعية, فظهرت السينما المستقلة, وانتجت افلاما ترقي الي الأفلام عالية الميزانية, وهناك مهرجان' صن دامس' للافلام المستقلة في أمريكيا ويتنافس فيه كل عام اكثر من400 فيلم, اما في مصر فالسينما المصرية كلها مستقلة, فهناك كيانات تظهر, وتختفي, ولا يوجد نظام صارم ومحدد للأنتاج, بعكس أمريكا, والانتاج في مصر يعتمد علي الأفراد, اما مايوصف بالسينما المستقلة فهي مشاريع لمخرجين لم يجدوا فرصة داخل توليفة السوق, فلو وجد إبراهيم البطوط من30 عاما كان سينتظر دوره ويتم انتاج أفلامه, ولكن مع ظهور الديجيتل, وبرامج المونتاج أصبح في إمكان أي مخرج تحقيق مشروعه, وتنفيذ فيلمه, وما يحدث الان كان موجودا في السبعينات بدليل فيلم' اغنية علي الممر', كما كون المخرج محمد خان, والمخرج عاطف الطيب شركة أنتاج, وانتجوا عددا كبيرا من مشاريعهم, لكن الأهم من تصنيف السينما هو إيجاد سوق عرض لهذه النوعية من الأفلام, وبعدها نصنفها. أما الناقد يوسف شريف رزق الله فقال: السينما المستقلة هي المستقلة عن نظام الاستديوهات والشركات الضخمة, وفي مصر لاتوجد هذه الاستديوهات, وانما شركات انتاج تعتمد في تسويق أفلامها علي النجوم, والتيار المستقل, أو البديل ظهر بناء علي ظروف السوق, فأحمد عبدالله, وإبراهيم البطوط, وأحمد رشوان, وغيرهم من المخرجين اتجهوا لانتاج هذة النوعية هروبا من سيطرة المنتجين, وهذه الافلام بدأت تحصد جوائز, رغم عدم عرضها جماهيريا, وهذا التنوع إيجابي للسينما المصرية مهما كان مسماه. كما قالت الناقدة ماجدة موريس: نعم يوجد في مصر سينما مستقلة, وهي مستقلة عن الشكل الإنتاجي السائد, والموضوعات التي يتم طرحها في السينما التجارية, وهو أستقلال مادي, وفكري,بعيدا عن التبعية للنمط السائد, وبالتالي فاتجربة إبراهيم البطوط مستقلة عن التبعية فانتج الفيلم بنفسة, وأعتمد في التصوير علي الديجيتل, والوجوه الجديدة, بتكلفة أنتاجية بسيطة, فهي سينما مستقلة في كل شئ وتطرح موضوعات, وأفكار مختلفة, بعيدة عن سيطرة المؤسسات التابعة للدولة, أو المؤسسات المحايدة. وأكد الناقد سمير فريد: انه لايوجد تعريف للسينما المستقلة في العالم, فهي تختلف من بلد لبلد, فكل بلد يوجد فيها صناعة سينما ضخمة توجد فيه سينما مستقلة, عن النمط السائد فيه, وفي مصر السينما تنتج بواسطة أفراد دون شركات كبيرة, وأغلب أفلام السينما المصرية مستقلة, وما يحدث في هذا النوع من السينما هو استقلال في طريقة طرحها للموضوعات, وليس بالضرورة ان تكون مختلفة عن النمط السائد, لكنها أقل في التكاليف, وتعتمد علي التصوير الفيديو' الديجيتال'.