وصلت إلي رسالة من أحد القراء يعلق فيها, من خلال تجربة حب عاشها مقال خلف قضبان الذكري ويحكي فيها عن فتاة أحبها في الجامعة ولم يعترف لها بهذا الحب وفرقت بينهما الأيام وبعد35 عاما كان يتحدث في التليفون مع إحدي المؤسسات ليكتشف أنها الإنسانة التي أحبها كل هذا العمر.. ويقول ان عمره الآن يقترب من الستين عاما ولم يتزوج ومازال يعيش علي ذكري هذا الحب.. وفي تقديري ان الزمن أحيانا يتوقف بنا عند لحظة من العمر فلا نري شيئا بعدها..وهذا ما حدث مع هذا الصديق والواضح أن هذه اللحظة قد سجنته في وقت مبكر من حياته ولم يستطع ان يعيش زمنا غيرها وأن يحب ويتزوج مثل كل الناس..وبرغم انني اشفق كثيرا علي من يحب من طرف واحد واعتقد انه من أسوأ الحظوظ في الدنيا ان تحب إنسانا ولا يبادلك نفس المشاعر لأن في ذلك ظلما كبيرا.. هناك طرف يتعذب بينما الطرف الأخر يعيش منعما مع إنسان يحبه.. وهذا الصديق الذي ظل وفيا لذكري حكاية قصيرة جدا في الجامعة مع فتاة أحبها وعاش علي ذكراها كل هذا العمر, اعتقد انها حالة نادرة ولا تتكرر كثيرا لأن إيقاع الحياة تغير نحن نشاهد في رحلة العمر وجوها كثيرة وقد نحب أكثر من مرة لأن الحب تجربة قابلة للتكرار وأن كان ذلك يتوقف علي حظ الإنسان في هذه الحياة..هذا الصديق الذي ظل اربعين عاما يحب فتاة لم تعرف أنه يحبها ولم يعترف لها بهذا الحب ولم يلتقيا طوال هذه السنوات, هذه القصة تذكرني بالحب العذري في الشعر العربي القديم ومعه شعراء مثل جميل بثينة وكثير عزة ومجنون ليلي وهو حب بلا أمل وبلا زواج وبلا مشاركة إنه رحلة قطار اجتمع فيها المسافران وسرعان ما هبط كل واحد منهما في المكان الذي يريد..وفي بعض الأحيان يكملان المشوار معا وفي أحيان أخري يتصافحان علي رصيف الوداع ولا يري أحد منهما الأخر مرة أخري وفي الحياة أشياء كثيرة يصعب تفسيرها نسميها الأقدار, ولكن قد يجمع الله الشتيتين بعد ما..يظنان كل الظن ألا تلاقيا.. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة