قالت: كنت علي يقين انه يحبني.. كل شيء حولي كان يؤكد ذلك ولكن الغريب انه لم يعترف يوما بهذا الحب.. كل مواقفه وتصرفاته معي كانت تعبيرا صادقا عن كل مشاعر الحب.. وظللت سنوات أنتظر منه ان يقولها وذات يوم اختفي من حياتي ورحل وأخذ معه أغلي أمنيات حياتي وليته قالها. قلت: بعض الناس يري ان الحب كلمات.. ورغم انني رجل أعشق الكلمات الجميلة إلا انني أعتقد ان الحب الحقيقي ليس كلاما فقط.. وحين نختبر الأشياء ونفرز معادن البشر تبقي المواقف وتنزوي الكلمات خجلا ما أكثر قصص الحب التي انتهت بالكلمات.. وللأسف الشديد ان البعض يري ان الهدايا موقف.. وان المشاركة موقف.. وان الكرم موقف وأنا لا أجادل في كل هذه الأشياء ولكن الحب الحقيقي يعني التضحية وان يحب الإنسان الطرف الأخر حبه لنفسه بل إنه أحيانا يؤثره علي نفسه.. ان الافتقاد مشاعر والحلم معا مستقبل.. وتشابك الأيدي في لحظة ألم إحساس عميق.. وهذا الرجل الذي أحبك دون ان يعترف أو يزين لك الكلمات ترك لديك رصيدا من الصمت أكبر من كل الكلمات.. ربما كانت الكلمات أقل كثيرا من إحساس جامح تسلل إلي كل شريان في دمه.. ربما رآك أكبر من أحلامه ربما ادرك انه لن يصل إليك حتيعلي جناح الريح ربما تأكد أنك جئت في الزمن الخطأ وكم تمني لو جئت في زمن آخر.. لقد رآك بعيدة جدا امام جدران كثيرة تحاصره وقيود لا حدود لها تحيط به من كل مكان.. ربما خاف علي كبرياء يعتز به أو عمر لا يستطيع إسترجاعه أو أشياء كثيرة يمكن ان نحسها ولكنها لا تقال.. لم أعرف لماذا اختفي ومتي رحل وماهي أسباب الرحيل ولكنني علي يقين انه أحبك جدا واكتفي بأن يعيش معك بالذكري.. كنت أكبر من خياله.. وأكبر من واقعه فلم يجد أمامه مكانا يحتويك فيه غير صمت العشاق وهو أرقي مراتب العشق. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة