استيقظت مصر صباح أمس علي كارثة إنسانية راح ضحيتها15 طفلا, وأطاحت بوزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديدية, وأوجعت القلوب, وكست ربوع الوطن بالأحزان. ففي الساعة السابعة من صباح أمس, وقع تصادم عنيف بين القطار المتجه من أسيوط إلي القاهرة, وأتوبيس مدرسي لحظة عبور الأتوبيس مزلقان السكة الحديد بقرية المندرة التابعة لمركز منفلوط, الذي كان مفتوحا وقتها, طبقا لشهود العيان. وفي مشهد بشع, دفع القطار الأتوبيس بمن فيه من تلاميذ معهد النور الأزهري الخاص لمسافة أكثر من كيلومتر, تحولت معه أجساد التلاميذ إلي أشلاء ودماء فوق القضبان. وخرج أهالي الضحايا والقري المنكوبة من الحادث ليجمعوا أشلاء آبنائهم وضحاياهم, وسط حالة من الحزن والغضب. وأعلنت وزارة الصحة والسكان, أن إجمالي حالات الوفاة في الحادث بلغ51, و17مصابا. وأعلن الرئيس محمد مرسي, قبول استقالة كل من الدكتور محمد رشاد المتيني وزير النقل, والمهندس مصطفي قناوي رئيس هيئة السكك الحديدية, مؤكدا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من قبل الجهات التنفيذية المختلفة, لتعويض أسر الضحايا والمصابين والتواصل معهم وتذليل جميع العقبات. وقال مرسي في كلمة متلفزة ألقاها أمس قررت تحويل المسئولين عن الحادث إلي النيابة العامة, وسرعة الإنجاز في اكتشاف ومعرفة سبب هذا الحادث الأليم, وذلك من خلال التحقيقات السريعة. احد الاهالى يتعرف على متعلقات التلاميذ وأكد الرئيس أن هذه الحادثة سيحاسب من كان السبب فيها, وقال: أدعو الله سبحانه وتعالي أن يرحم الضحايا, وأن يمن برحمته وشفائه علي المصابين. وانتقل إلي محافظة أسيوط الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء, يرافقه وزراء التربية والتعليم والتنمية المحلية والصحة والداخلية والتأمينات والشئون الاجتماعية لمتابعة ملابسات الحادث. وقام الدكتور قنديل عقب وصوله, بصرف تعويضات فورية لأهالي المتوفين والمصابين في الحادث, بلغت5 آلاف جنيه للمتوفي وألف جنيه للمصاب, إلي جانب توزيع هدايا رمزية علي المصابين, حيث زار مستشفي جامعة أسيوط, وتفقد أحوال المصابين. وكان الأتوبيس يقل نحو70تلميذا ينتمون إلي أربع قري بمنفلوط, هي: المندرة, والمندرة قبلي, والحواتكة, وبني عدي, وتتراوح أعمارهم بين أربع سنوات و12عاما, أي في مرحلتي الحضانة والابتدائي. وأجمع شهود العيان, علي أن المزلقان كان مفتوحا لحظة الحادث, وأن العامل المسئول عنه كان يجلس في غرفته يدخن الشيشة, الأمر الذي نفته هيئة السكك الحديدية مؤكدة أن سائق الأتوبيس اقتحم المزلقان. وتعرف الأهالي علي أشلاء أبنائهم وبقايا متعلقاتهم من الحقائب والكتب والكراسات, من خلال الأسماء المدونة عليها. وزاد غضب الأهالي تأخر وصول سيارات الإسعاف إلي موقع الحادث أكثر من ساعة, حيث قام الأهالي بنقل عدد من الجثث والمصابين إلي مستشفي أسيوط الجامعي بسياراتهم الخاصة. وتعرض اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية في أثناء تفقده مكان الحادث إلي إطلاق نيران علي سيارته, بعد حصار عدد من الأهالي له, ونجحت قوات الأمن في السيطرة علي الموقف وتأمين خروج الوزير. وعلي جانب آخر, قرر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, صرف تعويضات عاجلة لأهالي الشهداء والمصابين, تبلغ بصورة مبدئية 10آلاف جنيه لأسرة المتوفي, وخمسة آلاف جنيه للمصاب, حتي انتهاء أعمال لجنة التحقيقات, وتقدير التعويضات بصورة نهائية. وأصدرت الدكتورة نجوي خليل وزيرة التأمينات, تعليمات بسرعة صرف التعويضات اللازمة لأهالي ضحايا حادث أسيوط, حيث تم رصد مبلغ5000جنيه لأسرة كل طفل متوفي وألف جنيه لكل طفل مصاب. وتقرر تكليف المهندس حسين زكريا نائب رئيس هيئة السكك الحديدية للموارد البشرية بأعمال رئيس الهيئة حتي صدور قرار آخر.