في ظل ارتفاع أسعار اللحوم, ظلت صناعة الدواجن البديل المناسب لتوفير بروتين حيواني بسعر مناسب يقدر عليه الملايين من المصريين, ولكن في الفترة الأخيرة بدأت الصناعة تسير في اتجاه الانهيار بعد تضاعف تكلفة الإنتاج. بسبب زيادة أسعار الأعلاف حتي وصل الأمر للإعلان عن تخفيض الإنتاج اليومي من الدواجن بواقع50% نتيجة إغلاق عدد كبير من المزارع. أصحاب المزارع والمستوردون يتبادلون الاتهامات حول أسباب الأزمة.. فما الحلول المطروحة؟ خالد أبوإسماعيل( رئيس الاتحاد العام السابق للغرف التجارية ومستورد دجاج): قرأت ما كتب في الصحف عن الهجوم الذي يوجه للمستوردين وأنهم السبب في انخفاض الإنتاج المحلي, وأيضا مسألة استيراد أصناف غير مطابقة للمواصفات وتشكيك في طريقة الذبح الحلال, وسوف أرد بأن هذا الكلام آلمني وأزعجني وتعجبت كيف يصدر من مسئولين هم يعلمون عدم صحة ذلك, فالدجاج الذي يتم استيراده لمصر مذبوح وفقا للشريعة الإسلامية وربما يتم ذبحه حلال أكثر من المذبوح في مصر, وذلك أن الذبح يتم في مذابح تستخدم السكين الحاد ويتم التكبير. والطريف أن الذبح الحلال مطلوب في العالم كله الآن في اليابان وأوروبا, لأنه ثبت أن الذبح الحلال صحي وأساسي ويضمن جودة الدجاج ولذلك تطبقه الآن معظم المجازر في العالم, وأقول هذا الكلام وقد شاهدته بعيني, وأما جعل المستورد شماعة مسئولة عن ضعف الانتاج وانخفاضه, فأقول إن مسئولية توفير الإنتاج اليومي من اللحوم البيضاء هي بالدرجة الأولي مسئولية المنتجين وليس المستوردين,وأنا كمستورد دجاج منذ عام2006 طالبت عدة مرات الحكومة برفع الرسوم الجمركية علي الدواجن المستوردة, لأن الذي يهمني هو المواطن المصري وأنا ظللت18 سنة في الاتحاد العام للغرف التجارية ادافع عن حقوق التجار والصناع, ولن أغير مبادئي, ولا أبحث عن مكاسب شخصية علي حساب مصالح عامة. إذن لو كانت المشكلة في هذه الصناعة سببها الاستيراد فلتغلق الحكومة باب الاستيراد ويوفر المنتج الاحتياجات اليومية للشعب. وبالنسبة للكمية التي يتم استيرادها من الدجاج, فقد انخفضت بنسبة كبيرة حتي وصلت الآن الي ما يتراوح بين7% و8%, فقد كنا نستورد700 ألف طن سنويا وصلت الي100 ألف طن سنويا, ومن المفترض أن يستهلك الشعب المصري2500 طن يوميا ما يتم استيراده لا يغطي احتياجات شهر واحد. والواقع أنني كمستورد ووكيل لدجاج برازيلي في مصر, أخسر منذ شهرين ولا استطيع أن أتوقف عن الاستيراد برغم تكبدي لخسائر فهناك التزام وتعاقد بيني وبينهم ولابد أن أظل في المنظومة وقد قل الانتاج عالميا, وانخفض بدليل أنني كنت أستورد2000 طن شهريا تم تخفيضها بواسطتهم الي500 طن فقط, وتم رفع السعر الي20 جنيها للكيلو ويتم بيعها في مصر ب18 جنيها, أي انني أخسر جنيهان في الكيلو ومع ذلك لابد أن أستمر. ولابد أن يعترف الجميع ومنهم أصحاب المزارع والمسئولون, ان هناك ركودا ولابد من البحث عن الأسباب وعلاجها, وفي تصوري أن قصة الدواجن ليس سببها انفلونزا الطيور وتوطنها. خلاصة القول إن الأسعار العالمية للدجاج الأبيض زادت في العالم كله, أوروبا والبرازيل, وانخفض الاستيراد بنسبة60% بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والمسألة مرعبة ومخيفة وليست مجالا لتبادل الاتهامات, لان الانتاج المحلي عندما ينخفض بنسبة50% ولم يدخل الشتاء الحقيقي بعد, وعندما ترتفع أسعار المستورد وتقل كمياته عالميا, فهذا يعني أن الفترة المقبلة لن يجد المواطن الدجاجة واذا وجدت فبسعر مرتفع, الكيلو مثلا20 جنيها, وهذا أمر خطير لأن الدجاج أرخص للمستهلك من اللحوم الحمراء. وأوكد, والكلام لايزال لخالد أبوإسماعيل: الذرة المحلية أرخص من المستورد, معني ذلك أن العلف المحلي أرخص فلماذا لا يتم انتاجه وتوفيره بدلا من اللجوء للاستيراد؟. وعن حجم الإنتاج اليومي من الدواجن يقول الدكتور عبدالعزيز السيد( رئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارية): ليس صحيحا أن الإنتاج الآن مليون دجاجة يوميا لم نصل بعد لهذا المعدل, لكن من المتوقع ذلك الشهر المقبل اذا لم تتحرك الحكومة لحل مشكلات هذه الصناعة, الانتاج اليومي هذا الشهر1800 مليون دجاجة بدلا من2500 مليون دجاجة في الفترة الماضية, بسبب خروج الكثير من المزارع بسبب تكبدها لخسائر وعدم قدرتها علي مواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف وتوفير الوقود اللازم, ومازلت أدق ناقوس الخطر بأن الإنتاج سيقل وستخرج مزارع أخري من المنظومة, وهذا يعني انخفاض الانتاج المحلي واللجوء للاستيراد أكثر, وهذا يعني عدم حل للمشكلة. إذن أضيفت مشكلة للمشكلات التي تواجه أصحاب المزارع, وأنبه الي أن درجة الحرارة الآن في الفجر15 درجة مع دخول الشتاء تصل الي4 درجات ولابد من توفير وقود للمزارع وعوامل الأمان الحيوي, وإلا أغلقت المزارع أبوابها.. ومن هنا لابد من تحرك سريع الآن لوزير الزراعة والبترول, والهيئة العامة للخدمات البيطرية, لمتابعة المزارع في كل المحافظات, وتوفير التحصينات, وعلي المسئولين التحرك الآن لتوفير الأعلاف والوقود والتحصينات حتي لا تنهار هذه الصناعة. وعن عدد المزارع الموجودة حاليا في المنظومة يقول الدكتور عبدالعزيز السيد: لا توجد بيانات حقيقية يمكن الاستدلال عليها لكن عدد المزارع عام2006 قبل انفلونزا الطيور كان23 ألف مزرعة, الآن هناك الكثير من المزارع غير المرخصة لا نعرف عنها شيئا والموجود بالتقريب نحو100ألف مع ملاحظة أن المزرعة يمكن أن تكون عبارة عن محطة بها مجموعة عنابر. ويري الدكتور عبدالعزيز أنه لابد للمستثمرين في صناعة الدجاج, الاتجاه لمناطق جديدة جافة وليس بها أمراض متوطنة مثل مرسي مطروح والوادي الجديد وسيناء, ويقول: أقوم الآن باتصالات مع مجلس الأعمال القطري للاستثمار العربي في هذه المناطق وبدخول أحد البنوك المصرية بنسبة49% وأتمني أن يتم الاتفاق علي مشروعات جديدة. وعن سعر كيلو الدجاج الأبيض في المزرعة, يقول الدكتور عبدالعزيز انها لا تزيد علي950 قرشا وينقلها الوسيط بربح جنيه, ومع مصاريف النقل تصل الي المستهلك ب14 جنيها للكيلو, وفي المجازر سعر الكيلو المذبوح16 جنيها وتصل للمجمعات وتبيعها بسعر175 جنيه, والمشكلة في الحلقات الوسيطة كما نري.