في الوقت الذي ينشغل فيه الرأي العام بالصخب السياسي.. تواجهنا كارثة وخطر يهدد حياة 40 مليون مصري يمثلون 50 % من قري مصر, المحرومة من الصرف الصحي. هذه القري تأكل وتشرب من الزراعات والمياه المختلطة بمخلفات الصرف, وتطاردها الأمراض والأوبئة الفتاكة. وضعنا هذه الكارثة أمام الدكتور عبدالقوي خليفة وزير المرافق فوجدناه يقر ويعترف بالخطر مؤكدا أن الأزمة في الاعتمادات المالية والعجز المالي, تحول دون استكمال باقي المرافق, وأن هناك أربعة آلاف و627 قرية بالإضافة إلي30 ألفا من الكفور والنجوع التابعة محرومة من هذا المرفق الحيوي علي مستوي محافظات مصر, وقال الوزير إن هذه القري تعتمد في التخلص من صرفها الصحي علي القيسونات الطرنشات مما يهدد صحة40 مليون مصري مشيرا إلي أن خطط الحكومات السابقة لتنفيذ مشروعات الصرف الصحي بالقري كان مقدرا لها تنفيذ111 مشروعا تم الانتهاء منها عام2008 2009 بطاقة استيعابية700 ألف متر مكعب يوميا وتكلفة استثمارية5.7 مليار جنيه أنهت مشكلات الصرف الصحي في25 مدينة بمدن6 أكتوبر والمنيا وأسيوط وسوهاج, كما كان مقررا دخول39 محطة صرف صحي للخدمة مع نهاية عام2009 2010 بتكلفة4.6 مليار جنيه وتنفيذ59 شبكة صرف صحي بتكلفة3.8 مليار جنيه إلا أن معظمها توقف كما كان مقررا دخول الخدمة في266 قرية وتوابع لها بمحافظات الفيوم وكفر الشيخ والغربية والشرقية بتكلفة استثمارية4 مليارات جنيه واستكمال تنفيذ هذه المشروعات يتطلب80 مليار جنيه لدخول هذه الخدمة لمصر كلها إلا أن الاعتمادات المالية غير كافية وخاصة أن دراسة حديثة للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء.تؤكد أن القاهرة الكبري وحدها تستحوذ علي ثلث الطاقة الاستيعابية لمحطات الرفع علي مستوي الجمهورية بنسبة32.9% تليها الاسكندرية11.4% وباقي المحافظات55.7%. وبالتالي فإن تنفيذ هذه المشروعات وإنهاءها يحتاج من10 إلي15 عاما ولهذا ينبغي اللجوء إلي حلول غير تقليدية لتوصيل هذه الخدمة للقري, وأضاف الوزير أنه يمد يده إلي الشباب طالبا منهم العون بأفكارهم الجديدة في هذا المشروع بل ومساهمة منظمات المجتمع المدني وقال إنه دعا كل الأحزاب والأئتلافات الوطنية والسياسية لتفعيل هذا المشروع علي أرض الواقع علي أن يبدأ في محافظات بني سويف والبحيرة.