كان أمرا غريبا ربما لايصدقه عقل ويعد جنونيا عندما علمت الأهرام بقدوم أحد السائحين الألمان إلي مدينة سانت كاترين منذ عدة سنوات لزيارة المعالم الدينية والسياحية بالمدينة باستخدام العربة الكارو. كوزموس بي أتلجوجو مغامر أوروبي ينتمي إلي مدينة كولون الألمانية يبلغ من العمر95 عاما ويعمل في فن التصوير الفوتوغرافي الحر يقول إنه خرج من مسقط رأسه في أوروبا باستخدام( الحمار) وكلبين وبرفقته صديقته الألمانية( آرمي كال) وحقيبته وأغراضه التي يبلغ وزنها نحو001 كيلوجرام في طريقه إلي منطقة شرق ألمانيا لالتقاط صور حية تظهر من خلالها في الرحلة السلام والمحبة ويمكن بيعها ليتعيش من حصيلتها وفي الوقت نفسه كان يرغب في الوصول إلي الطريق الصحيح لعبادة الله علي حد قوله. وفور وصوله إلي شرق ألمانيا باستخدام الحمار قرر السفر إلي دولة التشيك وبعد أشهر قام ببناء عربة كارو من خشب الأشجار مزودة بإطارات من الكاوتش المرن ولها سقف من الجلد ذي اللون الأزرق وعندما انتهي منها اشتري حمارا آخر ليمتلك بذلك حمارين ليستخدمهما في مغامرته العالمية الشاقة والتي لم تسجل حتي الآن في الموسوعات العالمية للأرقام القياسية ومنها اتجه إلي دولة المجر ثم عاود السفر إلي رومانيا والبحر الأسود ثم إلي بلغاريا وبعدها إلي خليج ميامارا الذي يقع في تركيا وهناك استطاع الحصول علي تأشيرة بالدخول بريا إلي دولة سوريا حيث واصل السير في مغامرته علي شاطيء البحر مباشرة حتي وصل إلي حدود دولة لبنان بعد إنهاء جميع الإجراءات الروتينية لكنه لم يستطع دخول لبنان وقتها حيث اندلعت الحرب واحتدم الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. واستغرق في زيارته لهذه الدول8 سنوات حيث كان يحرص علي إعداد وطهي الطعام الخاص به وصديقته علي راكية من النار في المنطقة التي سينام فيها بجوار الخيمة التي أعدها لإقامته ووجود الكلاب الخاصة به لحراسته والتي كانت تبعث في نفسه نوعا من الطمأنينة من مخاطر المغامرة. كما كان شغله الشاغل وهدفه الرئيسي علي حد تعبيره هو الوصول إلي القدس لأداء المناسك الدينية أولا ثم الرصد الفوتوغرافي للعدالة الدينية وتسامح الأديان الموجودين بالقدس لكنه فوجيء بقوات الأمن الإسرائيلية تمنع دخوله بالعربة الكارو والحيوانات التي يمتلكها. وحينها فقط قرر العودة إلي مسقط رأسه مدينة كولون الألمانية لكنه وجد شركات الطيران العاملة علي الخطوط الجوية الإسرائيلية الألمانية ترفض نقل العربة الكارو وحيواناته علي متن الطائرات فقرر الذهاب إلي مدينة العقبة الأردنية بعد حصوله علي تأشيرة الدخول. ولدي وصوله راودته فكرة زيارة معالم السياحة الدينية والأثرية والبيئة الصحراوية بجنوب سيناء فسعي للحصول علي تأشيرة الدخول لمصر واستقبلته السلطات المصرية بميناء نويبع البحري بمنتهي الحفاوة والترحاب وعقب خروجه من الميناء فوجيء باستقبال المواطنين المارين من أمام منطقة الميناء له بالشكل اللائق وبعضهم من حاول التقاط بعض الصور التذكارية معه مما بعث في نفسه نوعا من السعادة والاطمئنان. وبعدها توجه إلي مدينة سانت كاترين وهناك قرر الإقامة بها حتي تلحق به المنية حيث استقبله أحد أبناء البدو يدعي/ فرج محمود فرج الجبالي صاحب إحدي المخيمات البيئية بالمدينة الذي أعد له بيتا داخل المخيم علي الطابع البدوي. ويقول انه بعد نفاد امواله شاء القدر ان ترث صديقته مبلغا كبيرا من المال من شقيقها وهو مايعينهما علي المعيشة. وأشاد بمدينة سانت كاترين ووصفها بأنها أفضل بلد في العالم. وحول إمكانية قطع مسافات هائلة للسفر دوليا باستخدام عربة كارو يجرها حماران أكد الدكتور فتحي عبدالهادي مدير المكتب الفني بمديرية الطب البيطري بجنوب سيناء أن الفصيلة الخيلية منها( الحصان والحمار والبغل) تتميز بقوة عضلية تساعدها علي تحمل مشقة وعناء السفر رغم وجود طرق أسفلتيه قد تضر قطعا بالخيول والحمير لأنها تتحمل الصدمة علي أقدامها ولكن قدرة الله عز وجل أنه يوجد بأقدام الفصيلة الخيلية عضلة صغيرة تسمي( السوليس) وهذه العضلة تمنع ركود الحيوان ووقوعه في أثناء نومه مما يؤكد أن الفصيلة الخيلية تستطيع النوم وهي واقفة ولاتتعدي مدة النوم من ساعتين إلي3 ساعات ليلا وبعدها يستعيد الحيوان نشاطه مرة أخري. مشيرا إلي أنه يمكن للفصيلة الخيلية أن تري وتسير ليلا لمسافات طويلة.