برغم هدنة عيد الأضحي بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والثوار, قتل13 شخصا أمس بينهم جنديان في أنحاء متفرقة من البلاد في وقت حلقت الطائرات الحربية فوق دمشق وحلب ودرعا في الجنوب ومدينة دير الزور شرق البلاد, بينما شهدت محافظة ريف دمشق اطلاق نار وسقوط قذائف في محيط مدينة دوما حيث تحاول القوات النظامية السيطرة علي المدينة منذ خمسة ايام, جاء ذلك في وقت أعلن فيه التليفزيون الرسمي إنفجار سيارة مفخخة أمام الكنيسة السريانية بدير الزور. وقال محمد الدوماني الناشط من حي دوما في دمشق حيث توجد جيوب لمقاتلي المعارضة إن الجيش بدأ قصفا بالمورتر في السابعة صباحا مضيفا أنه سمع دوي15 انفجارا في ساعة واحدة. وقال إن الوضع الآن لا يختلف عنه قبل الهدنة. بينما يقول الجيش إنه رد علي هجمات شنها مقاتلو المعارضة علي مواقع له أمس الأول. وكان وقف إطلاق النار المؤقت الذي اقترحه المبعوث الدولي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي لمدة أربعة أيام قد تم انتهاكه في مناطق متفرقة في سورية, بحسب كل من المعارضة والجيش النظامي, وتم الإبلاغ عن نحو146 شخصا قتلوا في اليوم الأول من عيد الأضحي بينهم53 مدنيا و50مسلحا و43 عنصرا من قوات الأسد. و من جانبه, أعلن رئيس المجلس العسكري للثوار في حلب أنه لم يعد هناك شك في أن مبادرة وقف إطلاق النار التي اقترحها المبعوث العربي والدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي قد انهارت..مؤكدا أن الجيش السوري لم يوقف القصف علي عدة جبهات, رافضا إتهامات النظام في الوقت ذاته للثوار ببدء خرق الهدنة. و في هذه الأثناء, استمر القصف العنيف بالمدفعية وإطلاق النار علي الشريط الحدودي التركي السوري طوال الليلة قبل الماضية, فيما وصل سبعة عسكريين جرحي ينتمون للمعارضة بالجيش السوري الحر إلي تركيا. في حين نفت هيئة الاركان العامة التركية تقارير اعلامية عن إرسال الولاياتالمتحدة عسكريين الي تركيا عقب التوترات علي الحدود التركية السورية.وقالت في بيان لايوجد اي عسكريين او وحدة عسكرية امريكية في تركيا عدا الجنود الامريكيين الموجودين في قاعدة انجرليك التركية في اضنة وفي كرشيك في مالاطيا وفي السفارة الامريكية في انقرة. و علي صعيد متصل, قال دبلوماسي بالأمم المتحدة بفيينا أن روسيا قدمت أمس الأول إلي مجلس الامن الدولي مشروع بيان يدين العمل الأرهابي الذي نفذ بدمشق في أول يوم العيد خرقا للهدنة المعلنة في أيام عيد الاضحي, مشيرا أن المجلس لم يتبن هذا المشروع بسبب موقف إحدي الدول. وأضاف أن تلك الدولة بررت موقفها بقلة المعلومات حول العمل الارهابي, وقال أن هذه الدولة أصرت علي انه ليس من الضروري إصدار بيان بشأن حادث واحد علي خلفية الأنباء حول العنف الشامل في سوريا.وكشف الدبلوماسي إلي ان المشروع الروسي تضمن التعازي لأسر ضحايا التفجير, والتأكيد علي تمسك مجلس الأمن الدولي بمكافحة الأرهاب بشتي أشكاله وفقا للألتزامات المنبثقة عن ميثاق الاممالمتحدة.وفي وقت أكد فيه مسئول سوري أن الحوار هو الطريق الوحيد للحل في سوريا, إتهم رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إن النظام يقف وراء اجهاض جملة من الاصلاحات التي كان بصدد البحث ضمن حوار وطني شامل. وأضاف سيدا في تصريح خاص لراديو سوا الأمريكي أمس ان موقف المجلس الوطني السوري واضح منذ البداية حيث انه في بداية الثورة طرحت مسألة الاصلاحات وانها ستنجز في حوار وطني شامل ولكن النظام اجهض هذه الاصلاحات واعلن حزمة زائفة من الاصلاحات التي لم تنفذ حتي الآن. وأشار إلي أن هناك مجموعة تابعة للرئيس بشارالأسد هي المسئولة عن قتل السوريين وتدمير البلاد ودفعها نحو حرب بغيضة يرفضها السوريون لذلك هذه تعد عقبة امام التوصل إلي حل داخلي للازمة في البلاد. وشدد رئيس المجلس الوطني السوري- في تصريحه- علي أنه ليس من مانع لمحاورة القوي الاخري في المؤسسة الحكومية سواء في الحكومة أو البرلمان أو المؤسسة العسكرية التي لم تتلطخ اياديها بدماء السوريين أو تصدرالأوامر في سبيل قتل السوريين.. واستطرد قائلا لا توجد بيننا وبينهم مشكلة ونستطيع أن نتحاور معهم لكي نصل معا إلي سبيل لانقاذ البلاد من الدمار. و من جانبه, قال نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل في تصريح خاص لراديو سوا الأمريكي أمس إن عدم الجلوس الي طاولة الحوار يعني المزيد من الدم والتدمير للاقتصاد السوري. واضاف أن الحوار يعني الوصول إلي توافقات وقواسم مشتركة بين جميع الاطراف المتنازعة في سوريا لكي تنعم سوريا بالاستقرار. وأوضح نائب رئيس الوزراء السوري أن امكانية الجلوس علي طاولة الحوار تتعزز مع مرور الوقت لان قطاعات اوسع من الشعب تدرك أن هذا هو المخرج الوحيد, مشددا علي أنه ليس هناك من موضوع مستبعد عند انعقاد طاولة الحوار الوطني. وفي واشنطن, يعتزم المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية تنظيم مؤتمر في مدينة اسطنبول التركية تحت عنوان إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا ومواجهة التحديات وبناء رؤية مشتركة من أجل المستقبل نهاية الشهر الجاري. وقال بيان صادر عن المركز إن المؤتمر يهدف إلي بناء رؤية مشتركة للمعارضة السوريا حول قضايا الحكومة الانتقالية وإدارة مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد.