تحولت صلاة عيد الأضحي بالاسكندرية الي مشهد سياسي في ظل قيام عدد من قيادات الدعوة السلفية وجماعة الاخوان بإلقاء خطب العيد في ميادين المحافظة و لم تخلو الخطب من اشارات ورسائل مهمة متعلقة بالقضايا السياسية, فقيادات من الدعوة السلفية عبد المنعم الشحات و احمد فريد ورئيس حزب النور عماد عبد الغفور دافعوا عن تطبيق الشريعة الاسلامية رافضين الدستور الجديد فيما دافعت قيادات الاخوان مثل صبحي صالح و الشيخ المحلاوي عن الرئيس محمد مرسي رافضين الاضطرابات والاعتصامات مطالبين بمساندة الرئيس في مكافحة الفساد واستكمال اهداف الثورة ولم تغب سوريا عن المشهد في ظل وقفات احتجاجية من الجالية السورية لمساندة الشعب السوري انطلقت بالاسكندرية عقب الصلاة.. ووصف الدكتور عمر عبد الكافي, خلال الخطبة, أعداء فكرة الإسلام بأنهم أعداء الله, قائلا: فمن يعادي فكرة الإسلام لا يعادي تيارات بعينها بل يعادي كلمة لا إله إلا الله. وأشار الي أن الفضائيات أصبحت تقوم بنشر الأكاذيب والفضائح. وعلي جانب جماعة الاخوان المسلمين فقد اكد صبحي صالح, القيادي الإخواني, في خطبته أن الشيوعيين والملحدين, ينازعون في إسلامية مصر كهوية, مخاطبا الحاضرين للصلاة بأنه لا مرجعية لنا إلا شريعة الله ورسوله, مطالبا إياهم بالدفاع عنها. واتهم صالح الشيوعيين بأنهم علي استعداد لتعطيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور, ومؤسسات الدولة, والتشكيك والنيل من مشروعية الرئيس مرسي في سبيل ذلك. ووصف صالح في خطبته الفلول بأنهم أعداء الشعب والثورة وهم الذين يحرضون الناس علي الإضرابات ويتاجرون بمشاعرهم ولا يريدون لقطار النهضة أن يسير. وأضاف صالح, لقد تسلمنا الدولة منهوبة, وبها فساد وبطالة, ودعا الي التحلي بالصبر حتي نستكمل أهداف الثورة, معتبرا أن الإضرابات لم تظهر صدفة قائلا الإضراب ليس صدفة هل اكتشفوا أن مرتبهم لا يكفي فجأة وهم30 سنة لا يجدوا قوت يومهم. ومن جانبه طالب الشيخ أحمد المحلاوي, في خطبة العيد بمسجد القائد إبراهيم بالضرب بيد من حديد علي العابثين الذين يعطلون مسيرة البلاد والذين لهم أجندات داخلية وخارجية, بالقانون, مؤكدا أهمية أن تكون الحرية مسئولية, نافيا أن يكون الإسلاميون تقييدها. بينما شن الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية, هجوما علي العلمانيين لرفضهم تطبيق الشريعة الإسلامية, متهما إياهم بعدم الاستسلام لأوامر الله إلا فيما يتعلق بإقامة الشعائر الدينية فقط دون بقية الشريعة من نهي للربا والفواحش. ودعا هؤلاء إلي أن يجددوا إيمانهم, متسائلا يا معشر العلمانيين ألستم مسلمين وتصلون وتصومون وتذبحون الأضاحي وتفرحون بالعيد,فلماذا لا تستسلمون لله تعالي فيما دون ذلك, ولا تريدون تطبيق شريعته؟ وقسم الشحات خلال خطبة العيد التي ألقاها بساحة مسجد عمار ابن ياسر بمنطقة الساعة في الإسكندرية اليوم, العلمانيين إلي نوعين الأول يتبجح ويرفض علانية تطبيق الشريعة, ونوع آخر يتستر علي تبجحه. وأضاف الشحات, أن الثورة لم تنجح بالمظاهرات لكن بفضل الله, والمظاهرات كانت سببا فقط, معتبرا أنه من الواجب أن نشكر الله علي إسقاطه الدولة البوليسية بتطبيق شرعه. بينما اعتبر الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور خلال خطبة العيد التي ألقاها اليوم, أن القبول بالشريعة هو شرط لصحة الإيمان, مؤكدا علي ضرورة التمسك بالشريعة كمصدرللتشريع في الدستور, داعيا أن يرزق الله مصر بحكم رشيد يقيم الحق والعدل, ويرجع للإسلام سيرته الأولي. ومن ناحية أخري وزعت الدعوة السلفية علي المصلين قبل الصلاة بيانا حذرت فيه المواطنين من التصويت بنعم علي الدستور الجديد واصفة إياه بأنه لا يحقق الحد الأدني من التعبير عن هوية الأمة ومرجعية شريعتها مؤكدين أن هذا الموقف من قبل الدعوة السلفية وحزب النور موقف ثابت لن يتغير سواء تم الإبقاء علي التأسيسية الحالية أو حلها. وأوضح البيان أن السبب وراء ذلك يرجع إلي طغيان الرأي العلماني داخل التأسيسية والذي أصر علي استمرار المادة الثانية كما كانت في دستور1971 رافضا كافة المقترحات المقدمة من قبل الإسلاميين حول جعل الأزهر مرجعية تفسير هذه المبادئ في محاولة لترك مواد الدستور ذات تفسير مطلق تمهيدا لتفسيرها وفقا للمعايير الغربية والمواثيق الدولية.