مع دخول السباق الرئاسي الأمريكي مرحلة الحسم بفارق10 أيام علي توجه الناخبين إلي صناديق الاقتراع لحسم السباق, واصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسة الجمهوري الرأسمالي ميت رومني حملتيهما الانتخابية علي مستوي الولاياتالمتحدة, في وقت متزامن مع توجيه استطلاع جديد للرأي رسالة تحذير للمرشح الديمقراطي بأنه يخسر بعضا من قاعدته لدي شريحة الناخبين من ذوي البشرة البيضاء الذين أظهروا تأييدا أكثر لمنافسه الجمهوري بفارق12 نقطة لصالح المرشح الرأسمالي, فيما سعي أوباما لاستعادة الزخم الإعلامي لحملته من خلال إدلائه بصوته مبكرا في السباق الرئاسي ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يستفيد من القوانين التي تسمح للمقيمين في بعض الولايات بالإدلاء المبكر بأصواتهم قبل يوم الانتخاب الرسمي. فعن استطلاعات الرأي, كشف استطلاع نشرت نتائجه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية النقاب عن أن دعم الناخبين أصحاب البشرة البيضاء للرئيس الأمريكي الديمقراطي تراجع بشكل ملحوظ. وأظهر الاستطلاع أن أوباما- وهو أول أمريكي من جذور إفريقية يتولي هذا المنصب الأعلي في البلاد- يأتي بعد رومني بين الناخبين البيض بمقدار12 نقطة. وكانت تلك النسبة لا تتجاوز8% قبل أربعة أعوام خلال هذه المرحلة من السباق الانتخابي بين أوباما والسيناتور الجمهوري جون ماكين. وأوضح الاستطلاع الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة إيه.بي.سي الإخبارية الأمريكيتان أن59% من الأصوات المحتملة للبيض تتجه إلي رومني, فيما يحتمل أن تذهب38% من هذه الأصوات إلي أوباما, مما يشير إلي إمكانية أن تلعب الاتجاهات العرقية دورا كبيرا في انتخابات2102 أكثر من أي سباق انتخابي شهدته البلاد منذ عام1988. وحظي أوباما بدعم كاسح من قبل غير البيض بنسبة79%. يذكر أنه في عام2008, أيد نحو80% من الناخبين غير البيض أوباما, بما في ذلك95% من الناخبين السود. في هذه الأثناء, بحث المرشح الديمقراطي عن وسيلة جديدة لكسب حملته زخما أكثر تأثيرا في مواجهة الآلة المالية لمنافسه الجمهوري, حيث قرر أن يكون أول رئيس في التاريخ الأمريكي الذي يدلي بصوته بشكل مبكرا قبل يوم السباق الحاسم, فأدلي بصوته في وقت متأخر من مساء أمس الأول بمسقط رأسه في ولاية شيكاجو وشجع الآخرين الذي يمكنهم الاقتراع قبل يوم الانتخابات علي أن يحذو حذوه. وذهب أوباما- الذي كان عضوا بمجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي قبل أن يصبح رئيسا- إلي مركز للاقتراع المبكر, وقدم رخصته للقيادة قبل أن يحصل علي بطاقة الاقتراع ويدلي بصوته. وقال أوباما مازحا أثناء دخوله أحد مراكز الاقتراع, حيث طلب منه أحد العاملين بالمركز إبراز بطاقة هويته: إنني سعيد لأنني جددت رخصة القيادة الخاصة بي. وقضي اوباما عدة دقائق ليختار بين المرشحين علي جهاز تصويت إليكتروني, ولكنه قال للصحفيين الذين تجمعوا في الغرفة إنه لا يستطيع أن يكشف لهم لمن أدلي بصوته. وأضاف قائلا: في كل أنحاء البلاد نري الكثير من عمليات الإدلاء المبكر بالأصوات, مما يعني أنك لا تحتاج لأن تأخذ إجازة من عملك وتفكر كيف ستمر لأخذ أطفالك, ويمكنك في الوقت نفسه أن تدلي بصوتك في يوم الانتخاب, مشجعا علي عملية التصويت المبكر قبل يوم الانتخاب الرسمي المقرر. وكانت حملة أوباما قد سعت جاهدة لحث الناخبين علي الاستفادة من تلك القوانين في بعض الولايات بما يسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم قبل يوم الانتخابات في السادس من نوفمبر. في هذه الأثناء, قدمت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تطمينات بأن وفدها سيلتزم بقوانين الولايات والقانون الفيدرالي الأمريكي لدي مراقبة الانتخابات العامة الأمريكية, بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية. وجري تصعيد تلك القضية في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما حذرت تكساس من أن مراقبي المنظمة غير مسموح لهم ب التأثير أو التدخل في العملية الانتخابية بالولاية. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن المنظمة رغم ذلك طمأنت تكساس والولاياتالمتحدة ككل بأن مراقبيها ملتزمون بجميع القوانين واللوائح الأمريكية كما يفعلون في أي دولة يقومون بمراقبة الانتخابات فيها.