قرأت رسالة الفهم الخاطئ التي تتناول مشكلة تعدد الزوجات والحقيقة أننا نسمع كثيرا مزحة يطلقها الرجال فيقولون: علي الفتاة ان تقبل بالرجل المتزوج وتكون زوجة ثانية افضل من أن تظل عانسا لان عدد البنات تجاوز عدد الشباب, وبالتالي فالفرص أمامهن باتت قليلة, وكلها تبريرات واهية لأهواء رجال عابثين يرددون أن الدين يسمح بالتعدد وهي حيل يبررون بها هذا الخطأ. فالتعدد اليوم هو تعدد الجاهلية الاولي التي اقتلعها الاسلام وحذر منها ونهي عنها الرسول صلي الله عليه وسلم, والتعدد وان كان متبعا قبل الاسلام في اليهودية والجاهلية فقد قيده الاسلام إلا اننا تركنا السنة وابتدعنا البدعة والبدعة اليوم تعددت وجوهها وكلها تحاول هدم المنهج الاسلامي لنشأة وتنشئة المجتمعات ولقد اباح الله تعالي التعدد بشروط شرعية وقانونية واضحة منبها وموضحا... فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادني الا تعولوا... العيلة التي تؤدي الي شبهة هي ظلم لنفس بشرية فاعلة وما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ليعدد إلا بأمر من الله تعالي لحكم كثيرة قد يبلغ العقل البشري المحدود بعضها ويخفي عنه الكثير منها والرسول الكريم لم يسن التعدد الذي كان موجودا في المجتمعات القديمة حيث كان للرجل من النساء والاماء والمحظيات عدد لا يحصي فقيد الله ذلك وبلسان رسوله ألا يتجاوز الرجل الاربع وامر من كان متزوجا باكثر من اربع فليمسك باربع ويخلي سبيل الباقيات ولو كان التعدد امرا وجوبيا لعدد الرسول صلي الله عليه وسلم علي خديجة بنت خويلد إذ لم يتزوج غيرها وهو في ريعان شبابه وبقي معها خمسة عشر عاما ولم يطلب امرأة اخري لذلك فلا يجوز للرجل ان يعدد لاطفاء لظي شهوة جامحة وهو غير قادر علي اقامة احكام الله في شأن الزواج.. فقد ظهرت الآن في المجتمع وجوه التعدد الكريهة وذلك تحت اسماء مختلفة كنكاح المسيار, العرفي, السري, وكلها انكحة تتفق في مسمي واحد وهو نكاح( الاستضجاع) اي اردأ أنواع الاستمتاع والتمتع بالجنس بالمرأة.. اما التعدد الذي اقامه رسول الله صلي الله عليه وسلم فهو العدل الذي يستطيع به الرجل ان يكون عادلا امام الله في السر والعلانية, وما نشاهده الآن ليس إلا ظلما واجحافا للمرأة ايا كانت تربيتها فالتعدد اليوم وسيلة لاشباع الشهوة فقط دون الخوف من الله حتي اكاد اجزم ان تحقق العدل في الزواج الوحدوي قل ان يوجد فالزوج لا يعدل مع امرأة واحدة ولا يقيم حقوقها. إن الدعوة الي التعدد الآن بانه وسيلة إنقاذ النساء من تأخر سن الزواج هي دعوة مردودة علي قائلها فمن يستطيع أن يتزوج بأكثر من واحدة ليحقق للمجتمع أمنه عليه ان يعلم ان هناك ما يوازي غير المتزوجات من النساء مثله شباب فبدلا من هذه الدعاوي فارغة المضمون التي يلبسون فيها الباطل ثوب الحق علي القادر ان يعطي لشبابنا غير القادر ما يتمكن به من تحقيق عفة فرجه وبذلك يكون قد حقق مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع فالتعدد مشروع بشروط الله وبسنة رسوله الكريم وهو اقامة البيت المسلم علي العدل وتقوي الله وتحصين فروج النساء فلا يتزوج باخري ليترك الاولي وحيدة تسأل الناس نفقتها وهو الذي يحرمها واولادها.. ان حل اي مشكلة من مشكلات المجتمع هو اتباع تعاليم الدين وسنة النبي صلي الله عليه وسلم. واقول للأستاذ عادل زايد كاتب هذا التعليق: كل من يلجأون إلي تعدد الزوجات يدركون جيدا أنهم يلوون الحقائق الدينية الثابتة من أجل متعتهم الشخصية لا أكثر, لكنهم ينفذون إلي اغراضهم من باب إباحة التعدد, ولا سبيل الي القضاء علي هذه المشكلة التي تؤرق الكثيرين إلا بتوعية الناس بمخاطر التعدد, وبحث السبل المناسبة للتيسير علي الشباب في مسألة الزواج وإقامة اسرة وحياة مستقرة.