ن يسبح ضد التيار معي؟ عبارة كتبها أحد المصريين في السبعينيات فوق جدران القاهرة بأكملها.. كانت أول صرخة سبقت الإعلام الحر ودفعت المصريين للتفكير. ونساء مصر اليوم يسبحن ضد التيار بعد أن أصبح كل ما حصلن عليه من امتياز في مهب الرياح. من يسبح ضد التيار مع الدكتورة مرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة, فالكل مشغول بالصراع السياسي والأوضاع الاقتصادية, وبالرغم من أن حرية المرأة في بؤرة هذا الصراع إلا أنها غير مرئية, ويتم تجاهلها بتعمد واضح, لتتحول هذه الدعوة إلي ما يشبه أدبيات الحوار, والرشاوي الانتخابية, بلا مضمون, ودون برنامج عمل ملزم. صباح الأربعاء الماضي, ومع رشفات الشاي والقهوة, اجتمع ما يقرب من المائة من سيدات المجتمع, بدعوة من هالة البرقوقي والغرفة التجارية الأمريكية في مصر يستمعن لمرفت التلاوي, وأدرن حوارا ساخنا حول حقوق المرأة والدستور الجديد. مرفت التلاوي أعلنت بوضوح تأييدها لاستمرار الكوته كأسلوب لدخول النساء للبرلمان والشوري, وقالت إنها مع هذا التمييز الإيجابي إلي حين.. مشيرة إلي تطبيقه في84 دولة حول العالم. الدستور يجب أن ينص بوضوح علي حقوق المرأة وفقا للمادة36 التي ترسخ مساواة المرأة مع الرجل في مجالات الحياة. تساءلت مرفت التلاوي عما يمكن أن يقدمه المجلس القومي للمرأة بدلا من الزيت والسكر, وأجابت أن المجلس قرر التركيز علي مكافحة الفقر والأمية لتحقيق التغيير من خلال تحسين مستويات المعيشة. القروض متناهية الصغر تساعد الأسرة الفقيرة اقتصاديا وتمنع التسرب وخاصة للإناث من التعليم. طالبت بأن يعاد توجيه المساعدات الأجنبية لما يفيد الشعب بشكل عملي, وضربت نموذجا لسيدة في الشرقية بدأت مشروعها بقرض500 جنيه, ووصل حجم ما تصدره من إنتاج لنحو10 ملايين دولار في السنة. قالت أن أولاد الشوارع أسسوا بنكا في الهند يديرونه بأنفسهم. وحذرت من أن العشوائيات تنتج للقاهرة مليشيات مضادة للحياة.. مرفت التلاوي تسبح ضد التيار, وللأسف لا تساندها سوي شريحة من مثقفات الطبقة الوسطي, فنساء الطبقة المخملية منشغلات بإرضاء سي السيد, ونساء الطبقة الفقيرة منشغلات بلقمة العيش. المزيد من أعمدة نجلاء ذكري