تعجبت عندما بدا الخوف في نبرات الشاب المغترب في الإمارات صديق ابني - هو وزوجته وقد تملكه الخوف من الشارع المصري فلم تأت زوجته بذهبها وقد احتاط من أي محاولة اعتداء عليه وقت عودته من مطار برج العرب حتي دمنهور وعندما استقبله ابني وعلم منه مخاوفه تعجب هو الاخر لأن هذا التخوف لم يكن في محله! وعندما استوضحنا منه سبب ذلك قال ما نسمعه في الاعلام ونقرأه في الصحف المصرية! اتصل بي بعض المغتربين في أوروبا يستفسرون عن الوضع الداخلي في مصر وقلقهم الزائد عما تتناوله وسائل الإعلام من إضرابات وقطع طرق وسرقة وبلطجة وفوضي عارمة تعم البلاد فأقول لهم إن حجم ذلك أبسط مما يذكر عنه تهويلا وتفزيعا للمصريين في الداخل والخارج وكل العالم! وعندما تناولت الدراما المصرية وجدت أن حالها أسوأ فقد صدرت أسوأ مافي مصر تحت مسمي سينما الواقع وهو أمر مستمر منذ زمن طويل بعيدا عن دور الفن الحقيقي الذي يجب أن يلمس الأسوأ في الوطن بشكل رمزي لا يساعد علي انتشاره ولايثير الفزع ولا يصنع ثقافة وسلوكا لم يره أغلب المصريين فصار شائعا بفضل الدراما التي تصور مصر وطنا ونساء ورجالا وأطفالا في أسوأ حال ظنا أن هذا رفع لواقع الناس دون أن يقدم حلا أو بديلا بعد الصورة الذهنية السيئة التي ذاعت من خلال أفلام مثل حين ميسرة والكباريه وكلمني شكرا والفرح والألماني وابراهيم الأبيض وغيره ومسلسلات مثل البلطجي وخطوط حمراء وابن موت وغيره هذا الأمر جعل مصر في أذهان أهل الخارج وكر فساد وبلطجة وصور نساء مصر في ابشع صورة بعيدا عن العفاف والصلاح والبطولة والأمانة وما تبذله من دور تنموي يبدأ من البيت المصري الذي تشوهت صورته في أغلبية الدراما المصرية بينما ما يحظي بالاحترام والتقدير من أعمال ترفع من أسهم مصر والمصريين يعد علي أصابع اليد الواحدة! حتي أهل الفن أنفسهم انتقدوا ذلك فقال عمر الشريف الآن الأفلام تجسد المصريين كانهم بلطجية!! ثم بحثت في مقارنة بين الأفلام والمسلسلات المصرية والتركية ووجدت فارقا كبيرا بين إعلام يسيء الي وطنه وأخر يروج لأجمل ما في الوطن حتي تتمني أن تحيا هناك! تصوير الأماكن والطبيعة الخلابة في تركيا في مقابل تصوير الخرابات والعشوائيات في مصر ولا ينكر احد أن في تركيا أسوأ مما في مصر لكن من يبحث عن الجمال ويصدره غير من يبرز القبح ويصوره!! أين أهل الفن والجمال مما يحدث في الدراما المصرية ؟ أين خريطة مصر السياحية وخطوطها العامة التي يجب أن تتضافر معها الجهود في كل المجالات لإعادة رسم صورة مصر في الخارج دفعا للاستثمار والسياحة؟ هل هناك من يكره مصر ليعمم صور الابتذال أو الانفلات أو العشوائيات لتصبح هي وحدها المعبرة عن مصر في أغلب الأعمال الفنية والبرامج الفضائية والصحف المستقلة ؟ أليس في مصر قصص للبطولة في ظل هذه الظروف الصعبة تحتاج الي بروزة وتصدير؟ أليس هناك قصص كفاح وانجاز تستحق البحث عنها والتنقيب؟ أليس هناك نماذج علمية قدمت للوطن وللإنسانية أعمالا نفخر بها في الداخل والخارج تحتاج من يتابعها وينشرها في الدنيا؟ أليس هناك قصص للتضحية بكل غال من أجل قيم عليا انسانية من حق الجميع أن يسمع عنها ويتعرف عليها وربما أبطالها بسطاء لا يسمع عنهم أحد!! لماذا لاتتصدر هذه القصص حياتنا الثقافية والفنية كي تصبح عدوي تنتشر فيرتفع الذوق العام وتعلو الهمم ويرتفع سقف الطموح لدي ابناء الشعب المصري!! من المسئول إذن عن إثارة الخوف في قلوب المصريين في الداخل والخارج؟ من المسئول عن الإساءة لمصر وطن وبشر؟ لاشك أننا كلنا مسئولين بالصمت أو بالفعل كل في مكانه والأمر يحتاج الي يقظة ضمير تبعد الإساءة لمصر وللمصريين من دائرة المنافسة الحزبية الضيقة والحسد السياسي لأن مصر هي الباقية وجميعنا زائل فمن يتعظ ومن يرعوي؟! خواطر أهمتني: 1- التصدي للبلطجية أمنيا وقانونيا تأخر كثيرا حتي سرت الطمأنينة في قلوبهم كبارا وصغارا والمعلوم أن البلطجة آلة صنعها النظام البائد لمقاومة التغيير وسحق المعارضة وقد ترتب علي ذلك ازدياد الاعتداءات علي مؤسسات الدولة آخرها المدارس التي ضاعت فيها هيبة المعلم وقيمة العلم ونظام الحكم الجديد الآن أمام اختبار لا مفر من أن يجتازه لاقتلاع هذه المنظومة الفاسدة التي تربك حياة المصريين أمنيا واجتماعيا واقتصاديا مهما كان الثمن. 2- سعدت بعودة المنسحبين من الجمعية التأسيسية والتي أرجو أن تكون جادة لمشاركة حقيقية نحتاج فيها لكل صاحب رأي مهما كان الاختلاف معه كي تستمر الجمعية في مهمتها حتي انجاز دستور يمثل كل المصريين ويرسم مستقبلا مشرقا لمصر ان شاء الله 3- تم خداع رئيس مجلس الوزراء بتقارير كاذبة عن صفقة أبقار استرالية استوردتها مافيا بالتعاون مع هيئات داخل وزارة الزراعة ليسمح بتداولها وسط أبناء الشعب المصري وصلتني كافة المستندات سأنشرها لو تم تسريب الأبقار لداخل البلاد ومعي كل العلماء البيطريين الذين يكافحون فساد المفسدين في الوزارة ومازالوا في أماكنهم, اللهم بلغت اللهم فاشهد!