أكد اسحق مدني مساعد الرئيس الإيراني لشئون أهل السنة أنه لا توجد إحصائية محددة بعدد السنة والشيعة في إيران, وإن كانت بعض التقديرات تذهب إلي أن عددهم يقدر بنحو10% من السكان. وأنهم ممثلون داخل البرلمان بنسب مختلفة, تتراوح بين16 و20 مقعدا, كما أن أهل السنة يشاركون بثلاثة أعضاء في مجلس خبراء القيادة الذي يضم نحو85 عضوا من مختلف المحافظات الإيرانية, ومهمته اختيار قائد الثورة, ومراقبة أعماله وعزله إذا اقتضت الضرورة. وأكد في حوار ل الأهرام حرص بلاده علي استمرار الحوار المذهبي للتقريب بين السنة والشيعة, وتنظيم لقاءات مشتركة بين الشيعة والسنة, مشيرا إلي أن الشعبين الإيراني والمصري يمثلون جسدا واحدا, وأنهما بلدان إسلاميان كبيران. وأشاد بدور الأزهر الشريف في خدمه الأمة الإسلامية, وأنه يمثل القيادة الفقهية لأهل السنة, كما أن دار الإفتاء المصرية لعبت دورا بارزا في الحفاظ علي الإسلام, وإيران فعلت ذلك, مطالبا بالاستفادة من الطاقات الكامنة في البلدين, واستعادة العلاقات بما يخدم مصلحة العالم الإسلامي. كيف يعيش أهل السنة في إيران.. وهل يتمتعون بالمساواة مع الأغلبية الشيعية؟ من حيث المبدأ قبل السنة بالدستور الإيراني, وبالجمهورية الإسلامية, وصوتوا لذلك في الاستفتاء علي الدستور, والجميع سواء أمام القانون والدستور سواء كانوا ينتمون للمذهب السني أو الشيعي, فلهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات. وأهل السنة لا يسكنون في المدن الكبيرة بإيران, وليس لهم وجود مكثف فيها, وإنما يتمركزون في المناطق الحدودية الإيرانية, خاصة في عدد من المحافظات مثل سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران, وهرمستان في جنوبإيران والتي ترتبط حدوديا مع الإمارات وسلطنة عمان, كما يقيمون في محافظة خراسان شمال شرق إيران, والتي ترتبط حدوديا بتركمانستان وأفغانستان, كما أن هناك وجودا للسنة في غرب إيران حيث يتواجد الأكراد, ولديهم حدود مشتركة مع العراق, وقريبة من تركيا. لماذا لم نلحظ وجودا واضحا للمساجد السنية في طهران؟ إذا قمنا بإحصاء مساجد أهل السنة في إيران وفقا لتعدادهم السكاني سنجد أنها أكبر بكثير من المساجد المخصصة للأغلبية الشيعية, كما أن المدارس الفقهية المخصصة لأهل السنة تفوق عددهم أيضا, كما أن الحكومة تدعم هذه المدارس. هل تعتقد أن التمثيل النيابي للسنة في البرلمان مناسب لعددهم؟ نعم, فاختيار النواب ليس مبنيا علي سنة أو شيعة, بمعني أنه ليس هناك ما يمنع السني من ترشيح نفسه في منطقة شيعية والعكس صحيح, لكن من الطبيعي أن يطرح المواطن الشيعي نفسه في المناطق التي تتمتع بأغلبية شيعية, وكذلك المرشح السني. كما أوضح هنا أن الشعب الإيراني قرر إدراج الدين في أمور ونظم الحكم في إيران, والشعب الإيراني أيضا هو الذي وقف في وجه من كانوا يحاولون استبعاد الدين من الحكم, وإذا أعلن أحد المرشحين في برنامجه أنه سيتخلي عن التجربة الإسلامية لا ينتخبه أحد, ولذلك أقول بشكل واضح إن الدولة الدينية لا تقهر الناس باسم الدين, والحقيقة الجلية أن الشعب الإيراني هو الذي يطلب التمسك بالدين وعدم فصله عن السياسة, كما أن الشعب حريص علي الجمهورية الإسلامية, ولا يرضي عنها بديلا. وكيف تري مستقبل العلاقات بين مصر وإيران ؟ وماردك علي المخاوف من نشر المذهب الشيعي؟ مصر بأغلبيتها السنية وإيران بأغلبيتها الشيعية يمكن أن تقيما علاقات وثيقة بينهما, والسنة والشيعة يتفقان في الأصول والأسس والقواعد, ونقاط الاختلاف بين المذهبين ضئيلة للغاية, ويجب ألا تكون هذه الاختلافات سببا في غض البصر عن أهمية عودة العلاقات المشتركة بين إيران ومصر, وعلينا أن نعود إلي زمن الخلافة لنري كيف عاش المسلمون وحدة واحدة برغم اختلاف المذاهب بينهم, وكيف أن الإسلام انتشر في مختلف أنحاء العالم في تلك الفترة, ولذلك علينا أن نعمل معا من أجل أمة إسلامية قوية, لان الخلاف يشجع أعداء الإسلام. وهذا يدفعني للتساؤل: كيف نقيم علاقات طيبة مع أعدائنا بينما نختلف نحن كسنة وشيعة؟ .. ولاشك أن من يدق طبول الخلاف بين السنة والشيعة لا يخدم الطرفين, وإنما يخدم أعداء الإسلام, ونحن لا نطالب بأن يتخلي الشيعة عن قيمهم, وأفكارهم, ولا ندعو أتباع السنة للتنازل عن معتقداتهم وأحكامهم, لكننا في الوقت نفسه نري أهمية أن ينظر كل منا إلي الآخر بحسن الظن برغم اختلاف المذهب, لاسيما أن الخلاف بين الشيعة والسنة يقع في الفروع وليس الأصول. هل هناك مؤامرة لاستمرار عدم عودة العلاقات الرسمية بين مصر وإيران ؟ يجب ألا يلتفتا لما يحاك من مؤامرات في سبيل استمرار الفرقة بينهما, وعليهما أن يعملا من أجل استعادة العلاقات الرسمية لما لذلك من فوائد كبيرة ستعود بالنفع علي الأمة الإسلامية. [email protected]