تحولت المعونة الأمريكية لمصر إلي صداع دائم يجتاح المصريين كلما ظهرت أزمة بين المسئولين في البلدين.. الجانب الأمريكي يستخدم هذه المعونة بصورة تسئ لنا كشعب حتي إن الملايين من المصريين طالبوا الحكومة المصرية أكثر من مرة برفض هذه المعونة علي الجانب الآخر فإن أي مشكلة تظهر علي السطح بين البلدين يبادر الكونجرس الأمريكي بالبحث في وقف هذه المعونة ورغم تقديرنا الشديد للموقف الأمريكي في هذا الدعم طوال سنوات ماضية فإن الشئ المؤكد ان امريكا حصلت علي أشياء كثيرة جدا مقابل هذه المعونة لعل أهمها وأخطرها اتفاقية السلام مع إسرائيل.. لقد صادرت الإدارة الأمريكية السياسة المصرية في المنطقة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد في نهاية السبعينيات فرطت مصر في كل مصالحها الإقليمية تأكيدا للولاء للجانب الأمريكي.. سكتت مصر عن احتلال العراق وكان ينبغي ألا تسكت.. وشاركت في حرب الخليج وكان باستطاعتها ان تفرض حلا سلميا عربيا ودوليا لسحب القوات العراقية من الكويت.. وتركت القوات الأمريكية تعبث في بترول الخليج وتقيم القواعد العسكرية وتركت المؤامرة الأمريكية تقسم السودان العمق الإستراتيجي لمصر في دول حوض النيل.. وتركت إسرائيل تحت الرعاية الأمريكية تجهض كل احلام الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ابتداء بالاغتيالات السياسية وانتهاء بحصار غزة وتجويع الشعب الفلسطيني.. وتركت لبنان تحت رحمة المؤامرات الأمريكية.. إن حجم التنازلات التي قدمتها مصر للإدارة الأمريكية طوال العهد البائد لا تقدر بثمن فقد كانت علي حساب المصالح الحقيقية للشعب المصري ودوره في المنطقة.. لقد استفادت جميع القوي وصعدت علي اطلال الدور المصري.. تقدمت إسرائيل كل الصفوف لتفرض هيمنتها علي دول المنطقة.. وتقدمت إيران لتحتل مكانة غير مسبوقة في العالم العربي واصبحت تركيا تحتل أول القائمة في الدول صاحبة القرار.. كانت هذه المواقع جميعها حقا لمصر الدور والتاريخ والإمكانات ولكن العلاقة مع أمريكا ومعونتها المشئومة غيرت الحسابات وجعلتنا نقف الآن حائرين نحاول ان نستعيد دورنا القديم, المعونة الأمريكية كان ثمنها غاليا إبتداء بالسلام مع إسرائيل وانتهاء بالدور المصري الغائب [email protected]