نشعر مع كل صباح بأن هناك مقاومة غريبة, لا ندري من أين تأتي لتعبث بالأمن والاستقرار, وان يظل المجتمع يعيش حالة من الفوضي والتوتر وعدم الأمن والاطمئنان. وان تتوقف الحياة وعجلة الإنتاج, ويظل المستقبل دون ملامح حقيقية, أو رسم صورة آمال وطموحات للأجيال القادمة تعبر عن غد أفضل. أسعار السلع ترتفع دون مبرر حقيقي, أو سابق إنذار وأزمة كهرباء تنتشر في جميع المحافظات, ثم تستقر وتتبعها أزمات أخري للبنزين والسولار والغاز, وتكدس للسيارات بالمحطات ثم تنفك ويستقر الحال, ويتبعها انتشار حالات السرقات للوقود, ويباع في السوق السوداء وعلي الأرصفة ويهرب بين المحافظات. أعمال بلطجة وبلطجية يجوبون الشوارع سيرا علي الأقدام أو من خلال وسائل مواصلات, أو حتي تجدهم في هيئات أو مؤسسات أو وزارات, وفي كل مكان اعتداءات متنوعة اقلها ألفاظ نابية وتحرشات, حتي ان الحوارات أصبحت سلوكا عدوانيا وانتقاما, بالإضافة إلي تحد وتعد أصاب المتعلمين والمثقفين وبصورة واضحة خلال الحوارات والكلمات. لا ندري ماذا أصابنا ومن أين جاء هذا الفيروس, الذي انتشر بسرعة كبيرة ومازال واضحا في جميع ردود أفعالنا, حتي المظاهرات والإضرابات والاحتجاجات فجأة ودون أسباب تشتعل ويتبادل الجميع الاتهامات وتتداخل الكلمات والتعدي بالأيدي والألفاظ, وتنتشر الإصابات والتجاوزات, وتخرج عن الإطار والأهداف المحددة لها, حتي التعبير عن القضايا والمطالب تضل الطريق. أرقام مخيفة ومرعبة تعلن عنها وزارة الداخلية, يوميا من خلال الحملات المستمرة علي مدي الساعات, والتي تتجاوز معدلات الإنتاج في المصانع والشركات, ومئات من حالات قطع الطرق والتعدي علي المرافق العامة منها: تعطيل حركة سكك حديدية, والقبض علي الآلاف من مثيري الشغب, والعناصر المحرضة وأعمال البلطجة. الأمر أصبح جد في غاية الخطورة فكيف يمكن التصدي لهؤلاء, والقضاء علي هذه الظواهر الغريبة علي سلوكنا, فالعابثون بأمن البلاد سواء كانوا من الداخل أو الخارج يتوهمون أننا نعيش في غيبة, دون أن نردعهم ونحارب الفساد والمفسدين.