حاولت إسرائيل, تؤيدها الولاياتالمتحدة, مبكرا منذ عهد بدء التسويات في المنطقة إدخال موضوع تعويض اللاجئين اليهود المغادرين للبلاد العربية في قائمة المواضيع التي تعالجها الأتفاقات والمؤتمرات منذ حرب عام1973, إلا أن هذا المسعي اتخذ زخما كبيرا في الفترة الأخيرة. بعد أن أوصي مجلس الأمن القومي الأسرائيلي حكومة نتنياهو بأدراج قضيهم ضمن قضايا المفاوضات النهائية( مع اللاجئين الفلسطينيين- الحدود المستوطنات الأمن- المياه).. ويبدو أن وراء إثارة حقوق اليهود المغادرين من البلاد العربية مؤخرا عوامل كثيرة منها ان أوضاع اللاجئين الفلسطينيين تزداد بؤسا, وفاقة كل يوم, خاصة بعد نزوح إعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين من مخيم اليرموك السوؤي الموجود به حوالي2/1 مليون لاجيء فلسطيني حاليا, بالإضافة الي تردي الأحوال بعجلة متسارعة في مخيمات( لبنان2/1 مليون لأجي) وتوقف عملية السلام والحاجة لإبتزاز دول البترول الغنية, ولا سيما وأنها كانت هي البادئة بالمبادرة العربية عام2003 في قمة بيروت والي سلبت الفلسطينيين حقهم في العودة بالمبادره العربية التي نصت علي عودة اللاجئين الفلسطينيين الي ديارهم بحل يتفق عليه مع إسرائيل وايضا ادراكها بأنه ان عاجلا أو اجلا فأن قضايا تعويض اللاجئين الفلسطينيين ستثار ولن تظل كما كانت مجمدة من عام1948 وحتي اليوم, والرغبة في مقايضة حقوق اللاجئين الفلسطينيين بحقوق مدعاة لليهود المغادرين للدول العربية. وفي مؤتمر مدريد المنعقد عام1991 تكون مسارين للتفاوض احداها ثنائية لضم الأردن( وفي داخل وفدها فلسطين) واسرائيل وكذلك من الدول الغربية واسرائيل من ناحية ومن ناحية اخري تكونت مجموعات عمل لمواضيع( الأمن الأقلمي والتحكم في السلام, المياه, البيئة, التعاون الأقتصادي)..... الا أن الدبلوماسية المصرية نجحت في اجتماع موسكو في تشكيل مجموعة عمل جديدة متعددة الأطراف خاصه باللاجئين, وسط إعتراضات امريكية وإسرائيلية وعندما أقر انشاء المجموعة التي رأستها كندا فأن اسرائيل مؤيده بالولاياتالمتحدةالامريكية, حاولت إدراج بند اليهود المغادرين للدول العربية بأعتبارهم ايضا لاجئين وأفشلت الدبلوماسية المصرية هذا المسعي ايضا. ويهدف المسعي الجديد لوزارة الخارجيه الاسرائيلية, بقيادة نائب الوزير داني ايالون من حزب إسرائيل بيتنا المتطرف, و هو ابن يهودي قادم من الجزائر إلي اثارة الموضوع دوليا وهو ماحدث بالفعل حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الأولي في تاريخها مناقشة مسالة اللاجئين اليهود من الدول العربية.. ومن اللافت للنظر ان الإسرائيليين يزعمون أن عدد هؤلاء اللاجئين يصل إلي820 ألف لاجيء يهودي مغادر للدول العربية وهو تقريبا رقم الفلسطينيين اللاجئين الذين طردوا من بلادهم عام1948. بينهم نحو(75 الف من مصر),(140 الف من الجزائر),(38 ألف من ليبيا),( ألف135 من العراق),(5 ألاف من لبنان)... وهكذا. ونري ان الوقت قد حان لأن تتبني جامعة الدول العربية- العمل في هذا الملف الذي ليس فيه اي خلاف عربي بل هناك تجانس في المواقف, وذلك من اجل: 1- توضيح أنه لاتوجد أية علاقة من قريب أو بعيد بين تعويض الفلسطينيين وتعويض اليهود لأن القرار193 لسنه48 لم يضع اي شرط أو قيد علي العودة والتعويض. 2 تنفي قصة الاضطهاد وانه لازال هناك يهودا في البلاد العربية 3- وان المناخ الاقتصادي في هذه الدول لم يعد مواتي لعمل اليهود, ولاسيما إلغاء إتفاقية مونترو للإمتيازات الاجنبية في مصر علي سبيل المثال. 4- ان هناك يهودا غادروا دول أوروبا المختلفة للعيش في اسرائيل حيث لم يكن هناك إضطهاد, بأستثناء المانيا. 5- المطالبة من كل دولة عربية بأعداد احصاء دقيق للأعداد اليهود المغادرين وعن ثرواتهم, وظروف تركهم للبلاد العربية( ولم يكن كلهم من الجنسيات العربية). واذا كانت اسرائيل تطلب الآن ان يصلها علي الشبكة العنكبوتية نموذج استمارة وضعتها لتجميع مطالباتهم وعرضها دوليا وقررت الحكومة الأسرائيلية الشروع في حملة دولية واسعة من أجل هذا الغرض.