بعيدا عن أزمة عمرو وردة لاعب المنتخب القومى لكرة القدم ونجل نجم كرة السلة السكندرى مدحت وردة والتى أؤيد التعامل معها بتوازن يلبى ضرورات العقاب دون الانزلاق إلى الإعدام المهنى والمعنوى للاعب فإن هناك قضية تستحق الاهتمام بشأن طبيعة العلاقة بين الرأى العام ومشاهير المجتمع فى زمن لم تعد فيه الصحافة وحدها هى الرقم الأوحد والعامل المؤثر بعد أن دخلت على الخط وسائل التواصل الاجتماعى بكل ما يشوب معظم مخرجاتها من فبركة وتلفيق. والحقيقة إننا إزاء معادلة صعبة للغاية حيث يصعب على الصحافة أن تتجاهل ما يتم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعى بشأن الحياة الشخصية للمشاهير فيزداد انفصالها عن الرأى العام الذى يولى مثل هذه النوعية من الأخبار اهتماما ملحوظا ومن هنا تأتى أهمية إحياء الدور الغائب للصحافة بأن تستعيد مكانتها كمرآة للحقيقة فقط بما فيها من سلبيات وإيجابيات تمشيا مع أهم مبادئها وهو الأمانة الصحفية. إن أمام الصحافة فرصة للاستفادة من شطحات وسائل التواصل الاجتماعى واستعادة اهتمام القراء مجددا والعودة إلى أرقام التوزيع المرضية باستعادة الكثير من التقاليد الصحفية وأهمها التدقيق والتريث قبل النشر حتى لا يصاب أحد بأذى من خبر كاذب أو إشاعة مغرضة ولكن فى إطار الالتزام والتأكيد على أنه ليس هناك أحد من المشاهير أو غير المشاهير فوق الحساب وفوق المساءلة إذا تأكد وقوعه فى الخطأ اتساقا مع مسئولية الصحافة فى أن تظل أداة حرة لكشف الواقع بحلوه ومره وفاء لحق القاريء وأمانة مع المشاهير الذين ليسوا ملك أنفسهم وإنما هم ملك الجماهير التى صنعت نجوميتهم. إن بمقدور الصحافة المصرية أن تلعب دورا فى تعزيز وعى الرأى العام باعتباره رمانة الميزان التى تملك القدرة على تصحيح المسار بالانحياز للحقيقة بعيدا عن نرجسية بعض المشاهير أو انزلاق بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى. ونقطة البداية تبدأ من صحة الإقرار بأننا جميعا بشر وأنه ليس هناك من هو خال من الأخطاء والعيوب ومن ثم لا ينبغى أن يكون هناك أحد فوق النقد والمساءلة والحساب وفى المقدمة من هؤلاء الصحفيون وحملة الأقلام. وأعظم المشاهير قيمة هم الذين يستفيدون من أخطائهم ويرون أن سياط النقد مهما كانت قاسية فإنها أشبه بنحلة تغرس إبرتها وتحدث لسعتها المؤلمة ولكنها لا تفرز سما وإنما تفرز عسلا فيه شفاء للناس!. خير الكلام: لا يعرف قيمة الستر إلا من يتعرض للفضيحة!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله