إنها الحرب قد تثقل القلب.. كما يقول أمل دنقل. فهى تثقب قلب الشهيد وتثقل قلب الأم والزوجة والأخوات والأولاد بالحزن الطويل. إن بنت أخيك اليمامة زهرة تتسربل فى سنوات الصبا بثياب الحداد ... حرمتها يد الغدر من كلمات أبيها ارتداء الثياب الجديدة من أن يكون لها ذات يوم أخ من أن يبتسم فى عرسها وتعود إليه إذا الزوج أغضبها ... فما ذنب تلك اليمامة لترى العش محترقا فجأة وهى تجلس فوق الرماد! كتب أمل دنقل هذه الأبيات من قصيدته الشهيرة «لا تصالح « عن العدو الذى نعرف، فماذا عن العدو الذى لا نعرف، والذى يتخفى ويتنكر ثم ينفجر فى ضباطنا وجنودنا الأبطال فى سيناء. لم أكن غازيا لم أكن أتسلل قرب مضاربهم لم أمد يدا لثمار الكروم أرض بستانهم لم أطأ لم يصح قاتلى بى «انتبه»! كان يمشى معي/ ثم صافحني/ ثم صار قليلا/ ولكنه فى الغصون اختبأ فجأة/ اهتز قلبى كفقاعة وأنفثأ. لقد كانت الحروب بين جيوش ودول، وأصبحت الآن حروبا سرية، تقوم بها جماعات إرهابية لحساب دول، وتقوم بالتمويل دول أخرى، الجميع يتحركون وراء ستار، يحملون الموت لجنود وضباط يدافعون عن وطن عظيم اسمه مصر. وطن عمره أكثر من سبعة آلاف عام، علم الدنيا الحضارة والكتابة والضمير والأديان ويحاول الآن مجموعة من الإرهابيين البرابرة أن يطفئوا تلك الحضارة، ويخمدوا جذوتها، لكن هيهات، فالتاريخ يحكى عن برابرة التتار الذين هزمتهم مصر فى عين جالوت، وبرابرة الصليبيين الذين هزمناهم فى حطين، ولا يمكن أن ننسى اليوم الذى وقف فيه جيش مصر على أبواب الأستانة بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد على بعد أن كبد الخلافة العثمانية الهزائم المتوالية. والذين يحاربون ببطولة فى سيناء الآن هم أولاد وأحفاد قادة وأبطال أكتوبر العظام، الفريق سعدالدين الشاذلى والمشير عبدالغنى الجمسى والمشير أحمد إسماعيل وعبدالعاطى صائد الدبابات. أشبال اليوم هم أبناء أسود نصر أكتوبر الذى أذهل العالم. وهم يبهروننا بما يصنعون من بطولات فى سيناء ضد جماعات ودول إرهابية حيرت العالم بعملياتها الخسيسة والجبانة، تتخفى وتتنكر لتضرب كمينا هنا أو عجوزا هناك، بلا أى رحمة أو ضمير. ومنذ تحرك جيش مصر العظيم ليواجه هذا الوباء الذى تحركه أجهزة سرية عديدة منذ تحرك أحفاد الشاذلى والجمسى ليقطعوا رأس الأفعى الإرهابية التى تريد أن تتمدد فى أرض الفيروز، وهم يحققون انتصارات وبطولات خارقة كل يوم لاستئصال الإرهاب وإفشال مخططات الدول التى تتصارع على ثروات المنطقة. ومثلما كانت حرب الاستنزاف هى البداية لتحقيق نصر أكتوبر العظيم فإن هذه الحرب حققت النصر لبلدنا، وعادت مصر لمكانتها الدولية كلاعب رئيسى فى منطقة مشتعلة بالصراعات. فالإرهابيون ومن وراءهم يضايقهم أن الخرائط حولنا تتغير بينما خريطة مصر ثابتة راسخة، يضايقهم أن بلادهم تحميها القواعد الأمريكية، بينما مصر يحميها جيشها العظيم الذى يحمى عرين الوطن دائما ضد كل الأعداء والبرابرة على مر التاريخ. لمزيد من مقالات محسن عبدالعزيز