مصر بلد العمارة, هذه حقيقة لا تقبل الجدل.. ورغما عن ذلك يتخبط الأحفاد من دارسى العمارة بلا خجل فى عار البناء بلا هوية متناسين أن كل بلاد العالم تتميز بمعمارها، بمجرد أن يدور شريط الفيلم لكى يقدم لك بيوتا ومعابد ودور عبادة الإنسانية سوف تكتشف على الفور أن هذه هى عمارة اليابانيين وتلك عمارة الصينيين وأخرى هى عمارة الروس وتلك هى عمارة روما وبجوارها عمارة اليونان إلا نحن عشوائية فى عشوائية رغم أن هناك نهضة معمارية جبارة تحدث من أقصى الشرق الى آخر حدودنا مع ليبيا ومن سواحل البحر المتوسط والأحمر إلى حدودنا مع السودان، لا طراز معمارى معروف تدركه من النظرة الأولي. المعماريون يتحججون بأنهم يصممون منازل على هوى الزبائن وبصفة خاصة فى الكومباوندز أو التجمعات العمرانية الجديدة فى الشيخ زايد أو التجمع الخامس متناسين أن أعظم معمارى العصر وعلى رأسهم العراقية زها حديد قدموا ما يحلمون به، لا ما يحلم به الزبائن ومعظمهم لا يميز العمارة المصرية القديمة عن العمارة النوبية عن العمارة الإسلامية. وكما قام أغا خان بإطلاق جائزة العمارة السنوية أتصور أن تطلق الدولة جائزة سنوية معتبرة للعمارة، وأن تسرع بتطبيق كود البناء، وأن تشجع المعماريين على تأكيد ثقافة بلدهم مصر، وأن يطلق نجيب ساويرس فى إطار مؤسسة ساويرس جائزة سنوية للعمارة المصرية تعلن فى احتفال عالمى سنوي, قد تكون بداية لنشر الوعى بأهمية أن يعيش المصريون فى منازل تخص ثقافتهم. الهوية المعمارية هى ما سوف يجذب السياح الى منتجعات مصر وساعتها لن نكون بحاجة إلى استخدام رمز الأهرامات فقط وأنما كل مدن وقرى مصر. لمزيد من مقالات جمال زايدة