أنا صديق دائم لمرض التهاب «عرق النَسا» منذ ما يقرب من خمس سنوات.وهو التهاب يصيب العصب الرئيسى لأحد الساقين بالكامل و يصيب ساقى اليسرى دائما. وسمى هذا الاسم «النَسا» من النسيان وليس «النِسا» بكسر النون لأنه يصيب الرجال والنساء ولأن نوبة تقلصاته عندما تهاجم المريض تنسيه أى شيء من شدة الألم. شهر ونصف الشهر لا أستطيع المشى ولا أن أضع قدمى على الأرض ولا حتى الخروج إلى صالة منزلى، وكنت أستقبل من يعودنى من الأصدقاء والأقارب على سريرى فى حجرة نومى، وكنت أخفى آلامى بصعوبة لأننى لم أكن أستطيع حتى الجلوس! وبدأت بعد شهرين فى التعافى وكان التحسن بطيئا جدا وهذا طبيعى فى علاج التهاب الأعصاب. هذه المحن أو المنح الإلهية تكون فرصة لإعادة ترتيب مكانة من هم فى قلبك وعقلك، هناك من علت مكانته فكان دائم الاطمئنان علىّ ويستفسر دائما عن حالتى ومنهم من لم أسمع صوته منذ سنوات، وهناك من خرج بلا عودة ولكنى سأكون أول من يقف بجواره إذا تعرض لأى مكروه لا قدر الله الصحة نعمة والمرض أيضا وكلاهما اختبار، الأولى كيف نحافظ عليها، والثانى يقيس صبرك على ابتلاء الله لك، وفى الحالتين لابد أن تردد الحمد لله قدر استطاعتك. لمزيد من مقالات ◀ عطية أبوزيد