* الصادق المهدى: التصعيد المتبادل بين قوى المعارضة والمجلس العسكرى يضر البلاد
عم العصيان المدنى الذى دعت إليه الحركة الاحتجاجية وقوى المعارضة فى السودان أنحاء البلاد أمس، وطالبت القوى الاحتجاجية جموع السودانيين، بأن يستمر الاعتصام المفتوح حتى يسلم المجلس العسكرى الانتقالى السلطة لحكومة مدنية، وحتى إذاعة «إعلان بيان تسلم السلطة» عبر التليفزيون السوداني، فيما أغلقت الغالبية العظمى من المحال التجارية والخدمية فى الخرطوم، كما توقفت تماماً خدمات مطار الخرطوم الدولي، وتم إلغاء جميع الرحلات المغادرة والقادمة إليه. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه لجنة أطباء السودان المركزية مقتل شخصين أمس، إثر تعرضهما للضرب والطعن بآلات حادة، بأيدى قوات الدعم السريع، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ فض الاعتصام إلى 117 قتيلا. وفى روما، دعا البابا فرنسيس إلى السلام فى السودان، وقال البابا- فى عظته الأسبوعية أمس أمام الحشود فى ساحة القديس بطرس، «تثير الأنباء الواردة من السودان الألم والمخاوف، نصلى من أجل هؤلاء الناس حتى ينحسر العنف ويتم السعى للصالح العام عبر الحوار» وذلك بحسب ما نقلت وكالة «رويترز». وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، وأطلق حركة «العصيان المدنى»، الاحتجاجية ودخلت حيز التنفيذ بالفعل بدءاً من أمس، مشترطاً ألا ينتهى الاعتصام إلا بقيام حكومة مدنية. وقد جاءت الدعوة للاعتصام بعد يوم واحد من وساطة قام بها رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد مع قادة المجلس العسكرى الانتقالى وقادة الحراك بشكل منفصل. وشملت شروط قوى المعارضة تشكيل هيئة مستقلة مدعومة دولياً لإجراء تحقيق مستقل فى أعمال العنف منذ الإطاحة بالبشير فى 11 أبريل الماضي، ومحاسبة المسئولين عنها، كما دعا التجمع- وهو تحالف يمثل المحتجين فى المفاوضات- إلى إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وقال إنه ينبغى أن تركز الوساطة على نقل السلطة لحكومة مدنية. وعلى صعيد آخر، أكد زعيم حزب الأمة القومى السوداني، الصادق المهدي، فى تصريحات أمس، أن التصعيد المتبادل بين قوى المعارضة والمجلس العسكرى الانتقالي، سيضر بالبلاد، موضحاً فى مقابلة مع قناة «سكاى نيوز عربية»، أننا نعمل على احتواء التصعيد المتبادل، ونعمل على ضبط الإضراب والعصيان بصورة تتماشى واحتواء التصعيدات. وأضاف أن هناك فرصة الآن لإيجاد مخرج سلمى للمواجهات، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد ومجلس السلم والأمن الإفريقى وحدوا جهودهم لتقديم حل سلمى توافقي. وطالب المهدي، بضرورة أن تبحث جهة دولية معترف بها ملابسات العنف الذى حدث، وبناء على ذلك تتخذ إجراءات للإنصاف، فى إشارة إلى فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السودانى فى الخرطوم. واضاف: «أفهم أن هناك حماسة شبابية، لكن لا بد أن تقابلها حكمة، لا بد أن يكون هناك تكامل». وكشف أنه قدم مشروعا لملء الفراغ للحكومة المدنية، معربا عن أمله فى قبول مشروعه.