أصبح من الصعب بل من المستحيل أن يقبل الاتحاد الأوروبى تركيا عضوا فيه رغم أن هذا الحلم راود الأتراك كثيرا على امتداد سنوات طويلة.. إن تركيا الآن تدفع ثمن مغامرات أردوغان وأحلامه التوسعية فى عودة الإمبراطورية العثمانية الغاربة.. إن أردوغان أراد أن يكون خليفة المسلمين ولم يتردد فى أن يفعل أى شىء يحقق له هذا الحلم لقد اعتدى على الأراضى العراقية وحارب الأكراد واقتحم حدود سوريا وحارب على التراب السورى وامتدت قواته لتصل إلى ليبيا وأصبح يهدد البترول والغاز فى البحر المتوسط وفتح أبواب الصراع مع قبرص وعقد صفقات مع إيران ومع روسيا بل إنه شريك دائم مع إسرائيل.. كان من الصعب أن يلعب أردوغان كل هذه الأدوار مع العرب والغرب وإيرانوروسيا وفى قلب إفريقيا مع السودان ومع قطر.. اتسعت أحلام أردوغان ولم يصل إلى شىء منها ولم يبق أمامه الآن غير الحرب.. لقد تعاون مع داعش واشترى منهم البترول المسروق من سورياوالعراق وربما من ليبيا ولهذا فإن الغرب الآن ممثلا فى الاتحاد الأوروبى لا يرى مبرراً لانضمام تركيا له وسوف يدفع الشعب التركى كل أخطاء ومغامرات أردوغان. إن حماية أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين وإنقاذ ما بقى من فلول داعش ومغامراته فى أكثر من مكان حتى وصل إلى السودان وليبيا وقطر يضع المنطقة كلها فى ظروف تاريخية صعبة.. لقد كانت تركيا شريكا فى مأساة العراق مع الاحتلال الأمريكى ومازالت لها أطماع فى سوريا ومن هنا فإن الاتحاد الأوروبى خاصة ألمانيا فقدت الثقة فى أردوغان وأصبح من المستحيل قبول تركيا فى الاتحاد فى أى صورة من الصور.. قد يكمل أردوغان أحلامه مع روسيا وقد يحاول أن يأخذ شيئاً فى صفقات توزيع الأراضى والأدوار مع أمريكا وإسرائيل لكن من المؤكد أن حلم الخلافة العثمانية أصبح بعيدا وأن مستقبل تركيا لن يكون مع أردوغان وعلى الشعب التركى أن يبحث من الآن عن رئيس قادم أكثر حكمة وتوازنا وفهما لما يدور فى العالم. [email protected]