أساء الرئيس الطيب أردوغان كثيرا للشعب التركى وظهر أمام العالم بصورة لا تتناسب أبدا مع تركيا الدولة والشعب والمكانة.. إن طموحات الرئيس أردوغان فى الهيمنة والتوسع أعادت صورا كثيرة لصراعات قديمة أخذت فيها الدولة العثمانية صور الاحتلال والاستعمار والتبعية وشواهد التاريخ كثيرة.. يبدو أن أردوغان رسم لنفسه صورة السلاطين القدامى وهو يدفع بجيوشه إلى شمال سوريا والعراق، ويرسل جنوده إلى قطر، ويساند المتمردين فى ليبيا، ويتدخل فى شئون مصر رغم أن الأتراك يضعون مصر دائما فى مكانة خاصة، والغريب أن يعتقد أردوغان أن جماعة الإخوان المسلمين ورموزها الهاربة سوف يفتحون له أبواب العالم الإسلامى ويعيد أمجاد الإمبراطورية العثمانية الغاربة.. لقد اخطأ أردوغان وهو يتواطأ مع جماعة إرهابية، واخطأ حين كشف عن أطماعه فى الدول العربية وهو يعرف أن هناك تاريخا سيئا للأتراك فى العالم كله وليس فى الدول العربية فقط.. إن نجم أردوغان الآن يخبو أمام وجوه جديدة ظهرت فى الساحة التركية، خاصة أن حزب الشعب لم يكن حزبا عاديا فى الشارع التركى، وعلى حزب الحرية والعدالة الحاكم فى تركيا أن يعيد حساباته وربما افرز قيادات تجدد شباب الحزب وترشد مساره.. لن يطول الوقت بالرئيس التركى فقد ترك عداوات كثيرة فى صفوف الشعب التركى ما بين قيادات الجيش بعد محاولة الانقلاب وسجن الإعلاميين والضرب بيد من حديد على معارضيه من كل الاتجاهات، كما انه افسد العلاقات التاريخية بين تركيا وأوروبا، حتى أمريكا الحليف القوى ساءت علاقاتها مع تركيا.. إن أردوغان يمر بعاصفة يراها البعض بسيطة وهى انتخابات المحليات ولكن ينبغى ألا ننسى أن تاريخه السياسى بدأ من المحليات وأن الخسائر التى لحقت به وبحزبه كانت فى المناطق والدوائر الانتخابية التى حقق فيها حزب الحرية والعدالة انتصاراته فى السنوات الماضية وهى أنقرة وأزمير وأنطاكيا واسطنبول ثانى كبرى مدن البلاد.. إن أردوغان يعيد الآن حساباته وعليه أن يسترجع مجموعة من الأخطاء الداخلية والخارجية التى وصلت به إلى ما هو عليه الآن حتى لا يخسر فرصته فى الحكم فى الانتخابات المقبلة عام 2023 وهى قريبة جدا.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة