كم مرة فكرت ولو بينك وبين نفسك أن تشكر الله على النعم التى منحها لك.. ومتى كانت آخر مرة قلت فيها «الحمد لله» عملاً بقوله تعالى «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ». أعتقد لو أننا اعتدنا على مبدأ الحمد لتغيرت حياتنا بالكامل ولأصبح حالنا أفضل بكثير ممن نعتقد أنهم أغنى منا حتى ولو من بينهم «جيف بيزوس» أغنى رجل فى العالم الذى تبلغ ثروته 150 مليار دولار. وبينما كنت أفكر فى مسألة الحمد وضرورة شكر الله تذكرت حكاية الرجل الثرى الذى شعر أن ابنه يتعامل مع من حوله بتعال شديد، باعتباره ابن أغنى اغنياء البلد، فأراد أن يلقنه درساً فى الحياة فاصطحبه فى رحلة إلى بلد فقير ليريه على أرض الواقع كيف يعيش الفقراء أفضل منهم وبالفعل أمضيا أياما وليالى فى مزرعة تعيش فيها أسرة تحت خط الفقر.. وبعد انتهاء الرحلة طلب الرجل من ابنه ان يشرح له ما تعلمه من الرحلة فقال الابن: لقد رأيت أننا نملك كلبة واحدة بينما الفقراء يملكون أربعة. ونحن لدينا بركة ماء فى وسط حديقتنا وهم لديهم نهر ليس له نهاية.. نحن لدينا مجموعة من الفوانيس نضىء بها حديقتنا وهم لديهم النجوم تتلألأ فى السماء فتنير لهم الليل وتجعله كالنهار.. وبالنسبة لمساحة المعيشة لدينا فهى جزء من القصر.. فى حين وجدتهم يعيشون فى مساحات تتجاوز تلك الحقول الواسعة.. لدينا خدم يقومون بخدمتنا وهم يخدمون بعضهم بعضا.. نحن نشترى طعامنا وهم يأكلون مازرعون.. نحن نملك جدرانا عالية لكى تحمينا وهم لديهم أصدقاء يحمونهم. كان الرجل صامتاً.. فنظر إليه الابن وقال له شكرا لك يا أبى لأنك جعلتنى أرى بنفسى كيف أننا فقراء.. اعتقد أنه بعد تلك الحكاية، قد آن الأوان لأن نردد بيننا وبين أنفسنا «الحمد لله» فنحن بالفعل نمتلك أكثر مما يمتلكه الأثرياء.. وربما نكون بالفعل أفضل حالا من شعوب كثيرة حولنا تمتلك ثروة تكتظ بها بنوك سويسرا. لمزيد من مقالات أشرف مفيد