أعرب رائد أدب الأطفال فى مصر والعالم العربي، يعقوب الشارونى، عن سعادته بالتكريم الذى حظيت به روايته الأخيرة «ليلة النار»، الصادرة عن دار نهضة مصر، التى اختارتها الأممالمتحدة أخيرا واحدة من أفضل الروايات العربية لتحقيق هدف محاربة الفقر والتوعية بأهمية قيم وأهداف التنمية المستدامة لدى الأطفال والشباب، وذلك بعد التعاون مع رابطة الناشرين الدولية لإنشاء «نادى الكتاب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة» حيث سيتم ترجمة الكتب المختارة إلى مختلف لغات العالم. وقال الشارونى فى تصريح خاص ل «الأهرام» إن هذا التكريم لم يكن الأول ل«ليلة النار» حيث سبق وحلت ضمن القائمة القصيرة لجائزة اتصالات لكتاب الطفل. كما فاز عنها بمرتبة الشرف كواحد من أفضل كُتاب الأطفال عالميا من قبل المجلس العالمى لكتب الأطفال واليافعين (IBBY) الذى يقدم جائزة هانز أندرسن الدولية لمؤلفى ورسامى كتب الأطفال والبالغين من كل أنحاء العالم. وأضاف رائد أدب الأطفال: «لقد كنت استلهم روح التحدى المصرية وأنا أكتب الرواية لأوضح للأطفال والشباب كيف يمكن للناس أن تساعد نفسها وتقاوم التحديات والظروف الاجتماعية الصعبة مستخدمة أبسط الإمكانات المتوافرة لها، وهو ما فعله المصريون بالفعل من قبل فى ملحمة انتصار أكتوبر 1973، وأردت أيضا أن أوضح كيف يمكن للبعض أن يستغلوا مقاومة الجماهير ورغبتها فى التغيير من أجل توظيف ذلك لمصالحهم الخاصة الضيقة، وعندما لفتت «ليلة النار» كل ذلك الانتباه وحصدت كل ذلك التكريم دفعنى ذلك للعودة للرواية لإعادة قراءتها مرة أخرى فاكتشفت كيف تأثرت بشدة بحملات التوعية التى كنت أشارك فيها مع الجمعيات الأهلية للتوعية بأهمية تعليم الأطفال خاصة فى مناطق زينهم ومنشية ناصر». وأوضح الشارونى أنه بنى روايته على واقعة حقيقية لاحتراق أحد الأسواق الشعبية فى القلعة ولكنه هدف لإبراز وتسريب مجموعة من القيم فى محاولة لتغيير الصورة النمطية لسكان العشوائيات بسبب الظلم الذى يتعرضون له فى الإعلام الذى يصور تلك المناطق باعتبارها مركزا للجرائم والبلطجة بينما يواجه البسطاء هناك ضغوط الحياة على طريقتهم الخاصة معتمدين على التعاون والتكاتف الاجتماعى، مبرزا دور المرأة كقائدة وفاعلة فى هذه المجتمعات عبر جعل المرأة قائدة السوق فى روايته، رغم تصنيف البعض تلك المجتمعات بالجهل والتأخر. ويرى الشارونى أن طبيعة روح التحدى المصرية هى من كفلت للحضارة المصرية الاستمرارية والازدهار، وجعلت الإنسان المصرى قادرا على تحدى الصعاب وهو ما ينطبق على ظروف مصر حاليا، مؤكدا أهمية حسن استغلال وإدارة أدوات القوى الناعمة المصرية لإعادة الثقة للشعب فى الداخل، مشيرا إلى أن ذلك هو ما تحاول الأممالمتحدة عمله حيث تسعى لاستخدام أدب الأطفال من أجل إحداث تغيير يخدم أهداف التنمية المستدامة بالبدء بتوعية الأطفال والشباب، معربا عن أسفه لكون تلك القضية لا تلقى اهتماما كافيا فى مصر. يؤكد رائد أدب الطفل أن الكاتب لابد أن يكون لديه ثقافة تغطى جوانب كثيرة من قضايا مجتمعه كى يستطيع التعبير عنها وترجمتها فى كتاباته، مضيفا «رسالتى فى «ليلة النار» تتلخص فى أن قلة الإمكانات المادية لا يجب أن تكون عائقا أمام الرغبة فى التغييرمادام وجدت إرادة التحدى والتكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع». وتدور «ليلة النار» عن ليلة صعبة يعيشها أهالى سوق القلعة الشعبى حيث تلتهم النار السوق ويفقد العاملون فى السوق مورد رزقهم ويصبحون مهددين بفقدان مصدر رزقهم، فيتقدم صبى اسمه مختار وأخته ويبادران بتقديم اقتراحات تساعد أهالى السوق فى سرعة البناء، ويدعمان والدهما لقيادة الناس من أجل إعادة البناء. تقدم القصة الوجه الحقيقى للتعاون بين البسطاء لمواجهة أكبر التحديات دون انتظار للتدخل الحكومى أوالاعتماد على مساعدات خارجية .