هو أحد رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي، يكفى اسمه ليدل على مكانته الأدبية على الساحة، هو الكاتب يعقوب الشاروني، الذي فاز بمرتبة الشرف كواحد من أفضل من يكتبون للأطفال في العالم وكرمته اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين أمس بقاعة طه حسين، في أمسية "الشاروني 85 عامًا من الإبداع" التي أدارها الزميل الصحفي بجريدة أخبار اليوم الفنان أحمد عبد النعيم. شارك في تكريم الكاتب الرائد عدد من الكتاب والصحفيين والرسامين والناشرين الذين تعاملوا معه عبر سنوات عطائه وإبداعه. لم يجد الصحفي الفنان أحمد عبد النعيم كلمات تقدم الكاتب يعقوب الشاروني، وتعطيه حقه، سوى اسمه الأكبر من أي كلمات، ووصف، وترك الحرية لرائد أدب الأطفال للحديث عن نفسه. بدأ الشارونى الندوة بالحديث عن نشأته وسط أسرة أدبية بين شقيقيه الكاتب يوسف الشاروني كاتب الكبار على حد وصفه وصبحي الفنان التشكيلي مما هيأ له بيئة خصبة ليبدع، مع زيارة كثير من الكتاب والأدباء والفنانين أمثال أحمد بهاء الدين وأنيس منصور، لشقيقيه فكان يعرضه عليهم ما كان يكتب بعيدا عن أعين إخوته. وأضاف الشاروني، أنه أحب القراءة فكان لديه نهم شديد للمعرفة، الذي لم يقتصر فقط على القراءة والكتابة، بل شمل التمثيل، والشغف بالمعرفة بصفة عامة. وأشار الشاروني إلى أنه كان قاضيا، إلا أنه اتجه للأدب والثقافة فتولى رئاسة قصر ثقافة بني سويف، وزار الصعيد من الواحات إلى أسوان، وكتب عن تجربة حقيقية العديد من القصص الواقعية مثل معجزة في الصحراء. وكتب عن حقائق مصر الاجتماعية. تابع الشاروني أن هذا التكريم يأتي متزامنا مع خبر اختياره كواحد من أفضل كتاب الأطفال في العالم، من قبل "المجلس العالمي لكتب الأطفال بسويسرا" (IBBY)، وخص المجلس روايته "ليلة النار" الصادرة عن دار نهضة، في حيثيات الاختيار، وأرسل إلي المجلس تهنئة عبر الميل. وقال: سيتم تكريمي في المؤتمر السنوي للمجلس العالمي الذي يقام 18 من أغسطس المقبل في كندا، ويعلن المجلس قائمة الفائزين ب"مرتبة الشرف لأفضل كتاب الأطفال بالعالم" مرة كل عامين، في مجالات التأليف للأطفال ورسم كتبهم أو ترجمتها، لفائز واحد من كل دولة. وأضاف الشاروني: مهما قرأت وليس لديك تجربة لن تستفيد وأنا على قناعة تامة أنني لو قدمت عملا شيقًا جذابًا، لو أعجب الصغير، سيعجب الكبير. وتحدث فى أمسية تكريم الشاروني العديد من الكتاب مثل على ماهر الذي تحدث عن التزام الشاروني ودقته وحفاظه على المواعيد وتجربة الشاروني من القضاء إلى الثقافة. كما تحدثت الكاتبة الصحفية بالأهرام، سهير حلمي التي كانت تشرف على ملحق الجمعة عن تعاون الشاروني معها، في كتابة قصص للأطفال ومقالات بصفة منتظمة، بما لها من إسقاط سياسي على الواقع. كما تحدث الكاتب عبده الزراع عن أهمية وجود كاتب كبير بقامة الشاروني في حياتنا، لإثرائها. كما وصفت الكاتبة نجلاء علام، الشاروني ب"طفل يمتلك الحكمة" وقدمت دراسة مبسطة عن المرأة في أدب أطفال يعقوب الشاروني، التي ظهرت في ثورة الأمهات في مجتمع الأسد. أما رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، محمد عبد الحافظ ناصف فتحدث عن علاقته بالشاروني، ودوره في الاهتمام وتبنى العديد من الأدباء الشباب واحتوائهم من خلال تقديم الشاروني لورش عمل شارك فيها وقتها الراحل أحمد زرزور، وكاتب أدب الأطفال شهاب سلطان، ورسامو الأطفال. كما تحدث عبد الحافظ، عن دور الشاروني في إضاءة الفكر في منشأة ناصر وما فعله من إقناع الأمهات فى تعليم أبنائهن، الذين كانوا لا يذهبون إلى المدرسة لانشغالهم بالعمل في جمع القمامة، فأقنعهم بأن يكون جمع القمامة بعد اليوم الدراسي. الرسام عبد الرحمن نور الدين الذي شارك الشاروني في رسم نحو 25 عملا أشار إلى أن يعقوب كان يرسم بالكلمات شخصيات قصصه مما يسهل على الرسام رسم الشخصية بسهولة، كما كان الشاروني يقدم له موسوعات وكتبا لرسم الأطفال للاسترشاد بها. كما تحدث محمد سيد عبدالتواب عن نشر أوائل الكتب التى ترجمت للغة الروسية، وأشار إلى أن السفير الروسي بمصر يجيد العربية ولابد أن نستفيد من ذلك فى تعريف الروس بأدبنا وترجمته إلى لغتهم، ودعا لترشيح عدد من القصص والروايات لترجمتها إلى الروسية من خلال المركز القومي للترجمة. الكاتبة الصحفية بالأهرام، جيهان الغرباوي هنأت عميد أدب الطفل العربي بعيد ميلاده ال 85 ووصفت الشاروني بالشاب الذي ما زال قادرا على العطاء، وبأسلوبها الساخر تحدثت عن علاقتها بأسرتها وأنها كانت تعتقد أنه مليونير، ولما رأت سيارته، صعب عليها، ودعت له بطول العمر وأن يمتعه الله بالصحة والحماس، فقد أمضي أكثر من نصف قرن في صناعة المستقبل ومازال يعمل ويكتب أجمل حواديت الأطفال. "له بصمات واضحة وكثيرة على كل فنان منا"، بتلك الكلمات وصف شوقي حجاب الشاعر والمخرج، الكاتب يعقوب الشاروني، الذي يجمع بين الدأب والأدب، وأضاف: "نحن خدام العيال، وطفولتنا، وأتمنى من كل مبدع أن يعرف أن من يراهن على الأطفال كسبان". "هو صديق العمر، والمعلم والرفيق"، هكذا وصفت هالة الشاروني أباها الذي علمها كيف تبتسم وهى تقوم بتقديم محاضرة أو ندوة وأن تذاكر جيدًا ما ستقدمه للحضور، وقالت إنه كان قاسيا عليها لتتعلم وتعتمد على نفسها، وأضافت، هالة أنها قدمت لوالدها كتاب سحر الكتابة، وهو مجموعة من الدراسات عن يعقوب الشاروني، هدية منها في عيد ميلاده ال85. كما كرمت مؤسسة سيد عويس للدراسات والبحوث الاجتماعية الكاتب يعقوب الشاروني. ويُعد الشاروني أحد رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي، وكتب في العديد من الصحف المصرية، وله باب ثابت بجريدة الأهرام تحت عنوان "ألف حكاية وحكاية"، منذ عام 1981، وله قرابة 400 مؤلف، كتبها للأطفال، ومن أشهرها: ليلة النار، عفاريت نصف الليل، وصندوق نعمة ربنا، وسر الاختفاء العجيب. ولد يعقوب إسحق قليني الشاروني، في 10 فبراير 1931 بالقاهرة، حيث درس القانون، وحصل على ليسانس الحقوق في مايو 1952، وحصل عام 1955 على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وفي 1958 حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد التطبيقي من كلية الحقوق جامعة القاهرة.