على الرغم من كونى معجبا بغسان سلامة وزير الثقافة اللبنانى السابق، ككاتب ومفكر، فإننى غير معجب بعمله كمبعوث أممى إلى ليبيا، حيث صار صوت بعض الجهات الغربية التى تسعى إلى دمج الإخوان والمتطرفين فى جسم النظام الليبى وحكومة الوفاق الوطنى بطرابلس، وقد أثمرت مواقف غسان سلامة غير المتوازنة حالة ارتباك كبيرة فى موقفه من حملة المشير خليفة حفتر التى تحاول تطهير طرابلس من ميليشيات الإرهاب، فقد غالى فى الوقوف ضد حملة المشير حفتر، ولما تبين مواقف الكثير من الدول الغربية على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، حين أظهرت تأييدها للجيش الوطنى الليبى ودوره فى اقتلاع قوى الإرهاب، حاول أن يتراجع مهرولا ويعترف بتدخل بعض الدول فى الحرب الليبية، يصرح بأن تنظيم داعش عاد للعمل فى ليبيا، وارتفعت أعلامه السوداء فى كل مكان، ويحاول الحفاظ على ماء وجهه فيؤكد أن عودة داعش هى بسبب الحرب الدائرة بين الجيش الليبى وقوات الوفاق الوطنى وأن توقف هجوم قوات حفتر هو شرط أساسى لمواجهة تنظيم داعش.. والواقع أن كلام غسان سلامة يحاول التجمل، فقد تجاهل زيارة فتحى باشا أغا وزير الداخلية فى حكومة الوفاق، وخالد المشرى القيادى فى تنظيم الإخوان للعاصمة التركية طلبا للمدد ودعم ميليشيات التطرف وحاميتها حكومة الوفاق، وهو ما أسفر عن وصول السفينة (أمازون) إلى طرابلس، حاملة مئات الجنود والعربات المصفحة، والذخائر، وطائرات الدرون المسيرة، وقد اكتفى غسان سلامة بالكلام عن الحد من التدخل الخارجى دون أن يسمى الدول التى تدخلت، ودعا إلى عقد الملتقى العام الذى كان مقررا فى غدامس وإطلاق عملية سياسية تحمى وتكرس وجود المتطرفين تحت رعاية السراج، وبالإضافةإلى ذلك فإن غسان سلامة حين يتحدث عن تسبب حملة حفتر فى ظهور داعش من جديد، يجافى المنطق والحقيقة، فهو يعلم أن دولا ساعدت على زرع داعش فى ليبيا بعد هزيمة التنظيم فى الجنوب قبل أن يبدأ حملته إلى الغرب، المبعوث الأممى يحاول الحفاظ على توازنه الذى هزته الحركة السريعة لحملة حفتر، وخطابه الذى تكرر مؤخرا عن ضرورة وقف القتال وعززه حديثه الشهير إلى قناة (الجزيرة)، لن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه فى ليبيا ويسهم فى تمكين الإخوان وقوى التطرف. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع