كان البحر لنا شطاً نلْهو فوق ثراهُ ونضحكُ فيردُّ الموجُ صدى الضحكات هديراً أبابيلا تتفرق فيه الطيرُ أبابيل، تفرُّ إلى الأمنِ كان البحرُ لنا حضناً نشكو من تعبِ العمرِ إليه فيسمعُ فى صمتٍ فيزيد الشكوى، حتى يعلوه نوارسُ، تتسَّابقُ، تلتقطُ أنين الشاكين وتعلو كى تنثرهُ بعيدا كان البحر لنا فناً يلهمنا راحة بالٍ وسعادة حالٍ وحياةٍ أحلي كان مدادا نأخذ من زرقتهِ حرفاً من أحرفِ أسرارِ الكونِ نتأملً فيه كى نخرج من ظلمات اليوم الساجن فينا خطوات الحُلم وأزمان البهجةْ كان البحرُ ملاذ الفارين من الملل القابض فى الناسِ وأنيساً إن شئت أنيساً كان البحر لنا وله كنّا.... كيف توارى خلف السور الأسمنتي كيف تركناه يئنْ ويشكو أطماع الجاحد والسجانْ ورضينا أن نسمعَ شكواه من خلف الجدران منتظرين مجيء الطوفانْ هان البحر وهُنَّا وضع الأفاقون له عنوانا فإذا شئت الوصل بهِ دُق الجرس الثابت فى البيبان هان البحر.. ووقفنا نسأل.. من للبحرِ الآن؟!!!