حرص الإسلام على أن يتحلى كل مسلم بفضيلة العدل، حتى يأمن الناس على حقوقهم. فلا تنال منها يد الظلم، قال تعالى: «لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط...»، وقال جل شأنه: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل». ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله»، وذكر من بينهم الإمام العادل. وقال عليه الصلاة والسلام: «إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون فى حكمهم وأهليهم وما ولوا». ويمتد العدل فى الإسلام إلى جميع مناحى الحياة، فهو يمتد إلى العدل بين الأبناء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم»، كما يمتد إلى القريب والغريب وإلى الغنى والفقير، قال تعالى: «وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى»، وقال جل شأنه: «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً». ويجب أن يعدل المسلم بين من يحب ويكره، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى...». كما يجب العدل بين المسلم وغير المسلم، من ذلك أن الخليفة على بن أبى طالب فقد درعه ثم وجدها عند شخص يهودى فاحتكما إلى القاضى شريح، فسأل شريح علياً: هل لديك بينة؟ قال: لا، فحكم القاضى بالدرع لليهودي، فدهش اليهودى وقال: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء وأسلم. ويجب أن يمتد العدل إلى كتابة المستندات، قال تعالى: «وليكتب بينكم كاتب العدل»، كذلك يجب العدل فى أداء الشهادة، قال تعالى: «وأشهدوا ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة لله». بل إن الإسلام يدعو إلى العدل ولو عارض مصلحة شخصية، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم».