* من الأسئلة التي كانت قد وصلت للدكتور محمد سيد طنطاوي من إحدي الدول العربية يقول صاحبه: الدولة البوليسية: هي دولة تقوم علي رأي حزب سياسي واحد. وتفرض برنامجاً سياسياً واحداً. وتحرم الاجتهادات السياسية الأخري. وتسلط عليها أجهزة من لتقهرها. وتستغل المنافع الاقتصادية تطويع المعارضين. ومكافأة المؤيدين. إنها نمط من الحكم أتقنه موسيليني في اليمين الأوروبي. وستالين في اليسار الأوروبي. وقد استمد بعض الحكام في البلدان الإسلامية هذا النمط المتسلط ولا غرابة أن يحدث ذلك كإجراء وضعي يقوم به طلاب السلطان في أي مكان. والسؤال: ما هي شرعية هذه الدولة التي تحتكر السلطة والمال والسلاح لحزب واحد. وتحرم المسلمين الآخرين من حقهم في الكرامة والشوري والعدالة باسم الإسلام؟ ** يجيب الإمام الأكبر د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق: الدولة التي تحتكر السلطة والمال والسلاح لحزب واحد. وتحرم المسلمين الآخرين من حقهم في الكرامة والشوري والعدالة باسم الإسلام كما جاء بالسؤال: هي دولة ظالمة. وبعيدة كل البعد عن أحكام شريعة الإسلام وآدابه وأوامره ونواهيه. وذلك لأن الدولة الإسلامية الصحيحة. هي التي تسود فيها روح العدل في أقوالها. وفي أحكامها. وفي شهادتها مع العدو والصديق. والغني والفقير. امتثالاً لقوله تعالي: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل..." النساء.. الآية: .58 ولقوله عز وجل "ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده. وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً لا وسعها . وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي" الأنعام.. الآية: .152 ولقوله سبحانه : "وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله..." الطلاق.. آية: .2 ولقوله تعالي : "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنَّكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا. اعدلوا هو أقرب للتقوي..." المائدة.. الآية: .8 ولقوله عز وجل : "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم أو الوالدين والأقربين. إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولي بهما. فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا. وأن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً" النساء.. الآية: .135 الدولة الإسلامية السليمة. هي التي يشيع فيها تكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبنائها دون تمييز بين فرد وآخر. إلا علي حسب الكفاءة والعلم والخبرة والسلوك الحميد. هي التي يتساوي المنتسبون إليها في الكرامة الإنسانية. وفي أن يكون أمرهم شوري بينهم. وكل دولة تحتكر السلطة والمال والسلاح لفئة دون أخري. دون سبب شرعي صحيح. فهي دولة ظالمة. مصيرها إلي الفشل والضعف والهوان.