* يسأل أحمد محمود عبدالوهاب من أسوان: الدولة البوليسية: هي دولة تقوم علي رأي حزب سياسي واحد. وتفرض برنامجاً سياسياً واحداً. وتحرم الاجتهادات السياسية الأخري. وتسلط عليها أجهزة أمن لتقهرها. وتستغل المنافع الاقتصادية لتطويع المعارضين. ومكافأة المؤيدين. إنها نمط من الحكم أتقنه موسيليني في اليمين الأوروبي. وستالين في اليسار الأوروبي. وقد استمد بعض الحكام في البلدان الإسلامية هذا النمط المتسلط ولا غرابة أن يحدث ذلك كإجراء وضعي يقوم به طلاب السلطان في أي مكان. والسؤال: ما هي شرعية هذه الدولة التي تختار السلطة والمال والسلام لحزب واحد. وتحرِّم المسلمين الآخرين من حقهم في الكرامة والشوري والعدالة باسم الإسلام؟ ** يجيب الإمام الأكبر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر: الدولة التي تحتكر السلطة والمال والسلاح لحزب واحد. وتحرم المسلمين الآخرين من حقهم في الكرامة والشوري والعدالة باسم الإسلام كما جاء بالسؤال: هي دولة ظالمة وبعيدة كل البعد عن أحكام شريعة الإسلام وآدابه وأوامره ونواهيه. وذلك لأن الدولة الإسلامية الصحيحة. هي التي تسود فيها روح العدل في أقوالها؟ وفي أحكامها. وفي شهادتها. ومع العدو والصديق. والغني والفقير.. امتثالاً لقوله تعالي: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.." النساء: .58 وقوله عز وجل : "ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده. وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا تكلف نفساً إلا وسعها. وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي" الأنعام: 152 ولقوله سبحانه وتعالي : "واشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله.." الطلاق: 2. ولقوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط. ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوي..." المائدة: .8 وقوله عز وجل : "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسم أو الوالدين والأقربين. إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولي بهما. فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا. وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً" النساء: .135 الدولة الإسلامية السليمة هي التي يشيع فيها تكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبنائها دون تمييز بين فرد وآخر. إلا علي حسب الكفاءة والعلم والخبرة والسلوك الحميد. هي التي يتساوي المنتسبون إليها في الكرامة الإنسانية. وفي أن يكون أمرهم شوري بينهم.. وكل دولة تحتكر السلطة والمال والسلاح لفئة دون أخري دون سبب شرعي صحيح فهي دولة ظالمة ومصيرها للفشل.