فى تعليق على انسحاب إيران الجزئى من الاتفاق النووى، أكد وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف أن بلاده ملتزمة بواجباتها تجاه المجتمع الدولى بموجب الاتفاق النووى، وأن طهران لا تسعى للحرب، لكنها تدافع عن مصالحها بقوة. وقال ظريف، فى مستهل لقائه بنظيره اليابانى تارو كونو، فى طوكيو «نحن نلتزم بأقصى درجات ضبط النفس إزاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق الذى أبرمته الدول الكبرى مع إيران عام 2015، واصفا قرار إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران بالأمر «غير المقبول». وأوضح أن تطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاتفاق النووى، مشددا على أنه «لا يمكن لاتفاق متعدد الأطراف أن يطبق من قبل طرف واحد فقط». وأضاف أنه يزور طوكيو بدعوة من نظيره اليابانى كونو، إذ ترغب اليابان فى إجراء مباحثات ثنائية فى هذا الصدد. وفى المقابل، أعرب ترامب عن «ثقته بأن إيران سترغب قريبا فى إجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة» ، نافيا وجود أى خلافات داخل إدارته حول سياسته فى الشرق الأوسط. وقال فى تغريدة عبر موقع «تويتر»: «يتم التعبير عن آراء مختلفة فى الإدارة الأمريكية ، وأتخذ القرار النهائى والحاسم، الأمر فى منتهى البساطة». وأضاف: «إننى متأكد من أن إيران سوف ترغب فى إجراء مباحثات قريبا». وأبدى ترامب فى تصريحاته انفتاحا حيال طهران، التى يعتبرها العامل الأكثر زعزعة للاستقرار فى الشرق الأوسط، لكن دون أى نتيجة. وكانت إيران قد توعدت الولاياتالمتحدة بأنها ستجعلها «تتذوق مرارة الهزيمة» فى حربها الإقتصادية على الشعب الإيرانى. وقال الرئيس الإيرانى حسن روحانى «إن أعمال الولاياتالمتحدة هى بمثابة جرائم ضد الإنسانية، إذ تعقد حياة السكان، وتعرقل حصولهم على الغذاء والأدوية، فهى ليست حربا ضد حكومة إيران بل ضد الأمة الإيرانية». وزاد توتر العلاقات بين واشنطنوطهران منذ أسبوع، مع إعلان الأخيرة تعليق بعض التزاماتها الواردة فى الاتفاق النووى ، فيما شددت واشنطن عقوباتها على الاقتصاد الإيرانى فى اليوم ذاته. كما أرسل البنتاجون مؤخرا سفينة حربية، وبطاريات باتريوت إلى منطقة الخليج ، فضلا عن حاملة طائرات لتوجيه رسالة ردع لإيران. وفى إسرائيل، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو «اجتماعا استثنائيا» مع قادة الأجهزة الأمنية فى البلاد، لبحث تصاعد حدة التوتر بين طهرانوواشنطن فى الأيام الماضية. وذكرت القناة «13» فى التليفزيون الإسرائيلى أن «نيتانياهو ناقش مع قادة الأجهزة الأمنية التحضيرات الإسرائيلية لمواجهة أى تصعيد عسكرى محتمل بين الولاياتالمتحدةوإيران ». ونقلت عن مسئولين إسرائيليين رفيعى المستوى قولهم إن «قادة الأجهزة الأمنية استبعدوا فى هذه المرحلة، أن تكون إسرائيل هدفا لهجوم إيرانى وشيك عبر إطلاق صواريخ من قبل المليشيات الموالية لإيران من سوريا أو العراق»، مؤكدة أن نيتانياهو أصدر تعليماته لقادة الأجهزة الأمنية لمواصلة العمل الاستخباراتى لمواكبة الأحداث فى العراق والخليج عموما، والتأكد من عدم جر إسرائيل إلى هذا التصعيد، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات لإبعاد إسرائيل عن هذه الأحداث.