ما تزال أصداء هجوم الشيخ عبد الله بدر ضد الفنانة إلهام شاهين تشغل مساحة كبيرة من حديث الناس سواء المنحازين لأهل الفن أو الذين يتبنون وجهة نظر الشيخ بدر أو حديث شريحة أخري في المنتصف تترقب ما يحدث في ملف الحريات. الصدام و الصدمة لم تكن حديثة العهد بين الشيوخ والفنانين, فقد بدأ الصدام خفيفا مع أحد من كبار علماء الأزهر, كان مشهودا له بالسماحة والتاريخ الوطني منذ ثورة.1919 هو الشيخ محمود أبو العيون يجادل بالتي هي أحسن مع فنانين وفنانات يتمسكون بدينهم ولا يرون أن عملهم يخرجهم أو يقدح في دينهم, وتطول وتقصر المجادلات وأبو العيون لا يتزحزح عن موقفه وكذلك لاتفارقه سماحته لأنه أعلنها حربا لا ذم فيها ولا دم. وها هي محبوبة الجماهير حتي اليوم, ليلي زكي مراد مردخاي يهودية الأصل والشهيرة ب ليلي مراد تشهر إسلامها بسبب دروس وسماحة الشيخ أبو العيون الذي أعلن الحرب علي مظاهر العري والتفرنج وكان شاعر العامية الكبير بيرم التونسي يؤازره في دعوته ضد العري, وكتب أكثر من قصيدة في ذلك, وكان إسلام ليلي سنة1946 واستمرت بعده في الحقل الفني حتي اعتزلت وهي في قمة مجدها بعدها بتسع سنوات. وتمضي السنون ويعيد الداعية الشهير عبدالحميد كشك إمام مسجد الملك بحي القبة, إعلان الحرب علي الفن بكل أنواعه, فكان الناس ينبهرون عندما يسخر من سيدة الغناء العربي أم كلثوم بعبارته الشهيرة امرأه في سن الستين تغني لحبيبها خدني في حنانك خدني.. آخي خدك ربنا وسخريته من الجميلة شادية في أغنية غاب القمر يابن عمي وهو يقول لها عبر سماعات الميكروفون وأجهزة الكاسيت في كل مكان: إيه اللي خلاكي مع بن عمك لحد مايغيب القمر؟!. واسمعه وهو يضحك الجماهير سخرية من أغنية فايزة أحمد يامه القمر علي الباب قائلا: أمريكا طلعت القمر واحنا لاطعينه علي الباب. ومن عبدالحليم حافظ الذي يتنفس تحت الماء!. ومن أغنية محرم فؤاد رمش عينه اللي جارحني, فيقول له: هو رمش عينه أمواس حلاقه يا ولد؟!. وقوله المغرق في السخرية عن عادل إمام: دعونا الله أن يأتينا بإمام عادل فجاءنا عادل إمام.. فكشك كان هجومه شرسا ولكنه فيما يبدو كان سميعا, وإلا كيف له أن يمحص هذا الكم من الأغاني؟!.. بدأت اللهجة تشتد فيما بعد كشك, ليحل الحنق والغيظ مكان التريقة والسخرية, فتجد خطبة مسجلة لأحد المشايخ المعروفين ينتقد مشهد هروب شادية الشهير مع كارم محمود ليتزوجا بعيدا في فيلم معلش يا زهر ويراه تحريضا علي الهرب مع إن هرب البنات كان قبل ذلك بكثير وفي أوساط لم تر أو تسمع عن الفيلم. ومازال الشيخ ذاته يكفر هذا ويفسق هذا ويقذف هذا وعلي حد تعبير أحد قيادات الإسلام السياسي نفسه: لم يسلم منه أحد!. وحذا حذوه الكثيرون فمنهم من اشتهر ومنهم من ينتظر. وإن كانت دروس أبو العيون أو دعوة الشيخ حسن البنا كما ذكر البعض وراء إسلام ليلي مراد وإن كانت سخرية كشك لم تخرج كوكب الشرق والعندليب والرائعة فايزة والجميلة شادية عن الملة, فإن شيوخ ما بعد كشك جاوزوه بكثير مكفرين ومفسقين لا يلوون. أما أن يقتدي أحدهم بمنهج علي مثل منهج الإمام محمد متولي الشعراوي مثلا, فليس بوسيلة لشهرة ولن يشفي غليلا, خاصة أنه لم يفسق ولم يكفر أحدا, فهو الذي قرر في لقائه الشهير مع الإعلامي الكبيرطارق حبيب قوله إنه قال لعبد الوهاب: أنت ماتغنيش.. أنت كفاية تتكلم بس!.