بوتين: الحكومة السورية خرجت منتصرة من الصراع فى البلاد أعلن الرئيس الصينى شى جين بينج أنه جرى توقيع اتفاقيات تتجاوز قيمتها ال 64 مليار دولار خلال قمة منتدى «الحزام والطريق» الثانية التى اختتمت أعمالها أمس فى بكين. وأكد شى فى خطابه الختامى أمام القمة أن المشروعات الهائلة فى إطار مبادرة الحزام والطريق ستركز على تنمية مفتوحة ونظيفة وصديقة للبيئة ورفض الحمائية. وأضاف أن مبادئ السوق ستطبق فى جميع مشروعات التعاون التى تتضمنها المبادرة. وقال: «منتدى هذا العام يبعث رسالة واضحة هي: المزيد من الأصدقاء والشركاء سينضمون لمبادرة الحزام والطريق، والتعاون سيشهد مستويات أفضل من الجودة وآفاقا أكثر إشراقا». وتابع «علينا أن نبنى معا اقتصادا عالميا منفتحا ونحارب الحمائية». ومن جانبه، دعا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الدول المشاركة فى المنتدى للانضمام إلى مشروعى الطريق البحرى الشمالى وطريق الحرير. وقال فى كلمته خلال المنتدي: «نولى اهتماما كبيرا لتطوير الطريق البحرى الشمالي، نحن نفكر فى إمكان ربطه بطريق الحرير الصينى وبالتالى إقامة طريق نقل عالمى وتنافسي، يربط شمال شرق، وشرق وجنوب شرق آسيا بأوروبا». وأضاف بوتين أن هذا المشروع الضخم يعنى قيام تعاون وثيق بين دول منطقة أوراسيا لزيادة حركة الترانزيت وبناء محطات استقبال البضائع والحاويات فى الموانى وكذلك المراكز اللوجيستية. والطريق البحرى الشمالي، هو وجهة نقل تمتد من المحيط الأطلنطى إلى المحيط الهادى على طول سواحل شمالى روسيا فى الدائرة القطبية الشمالية. وفى مؤتمر صحفى على هامش القمة، تطرق بوتين إلى العديد من القضايا الدولية والإقليمية، حيث أكد أن الحكومة السورية خرجت منتصرة من الصراع فى البلاد، مشددا على أن حكومة الرئيس السورى بشار الأسد لا تفرض شروطا على المعارضة بشأن اللجنة الدستورية وليست هى من يعرقل تشكيل هذه اللجنة. وقال بوتين: «أستطيع القول إن المعارضة هى من يعرقل ذلك»، كما عزا الرئيس الروسى تعثر تشكيل اللجنة أيضا إلى وجود ضغط خارجي. وأضاف بوتين أن الهجوم الشامل على المسلحين فى محافظة إدلب بسوريا ليس ملائما الآن، وأنه يتعين أخذ الاحتياجات الأمنية للمدنيين فى الاعتبار. كما أكد الرئيس الروسى أن روسيا لن ترفع على الفور إنتاجها من البترول عند انتهاء مهلة الإعفاءات التى منحتها الولاياتالمتحدة لبعض الدول المستوردة للبترول الإيرانى فى مايو المقبل. وقال :«نحن ننتج حالياً 1٫5 مليون برميل بترول يومياً، يمكننا أن ننتج المزيد، لدينا إمكانات هائلة، لكن لدينا اتفاق مع أوبك يقضى بالإبقاء على مستوى محدد من الإنتاج والاتفاق يبقى ساريا حتى يوليو«. وأكد أن بلاده «مستعدة لتلبية احتياجات ليس الصين فقط بل كل شركائها فى العالم كله». وكان الرئيس الروسى ونظيره الصينى قد عقدا مباحثات ثنائية أمس الأول على هامش القمة بحثا خلالها قضايا سوريا وفنزويلا وليبيا. ومن جهته، أشاد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، بجهود الصين فى العمل على خط النقل المتطور الجديد، الذى قد يمثل «طفرة أخرى فى مجال الطاقة المتجددة». وكان جوتيريش قد حذر أمس الأول فى كلمته أمام الحضور فى القمة من «عدم المساواة وأزمة المناخ والجوانب السلبية المحتملة للعولمة والثورة الصناعية الرابعة»، واصفا إياها بالتحديات التى خلقت مستويات عميقة من القلق العام فى عالم اليوم. وفى سياق متصل، طالب بيتر ألتماير وزير الاقتصاد الألمانى الصين بتطبيق تعهداتها بشأن الإصلاح الاقتصادى خلال الأشهر المقبلة. وقال ألتماير فى مدينة موتيانيو بالقرب من العاصمة الصينيةبكين فى ختام زيارته للبلاد إن الشركات الألمانية التى تستثمر فى الصين تريد فرصا مستقبلية فى السوق الصينية، موضحا أن المطلوب هو إزالة النزاعات وتوفير شروط إطارية مستقرة، وقال: «هذا يسهل الاستثمارات».