آفة الكثيرين ممن منحوا صوتهم للرئيس مرسى فى إنتخابات الرئاسة أنهم يعتبرونه رئيساً لهم وحدهم , وأن من أعطى صوته لمنافسه شفيق لايستحق حتى أن يخرج منه صوت فى عهد الرئيس مرسى بعد أن جاءوا به إلى حُكم مصر .. منتهى الديمقراطية !! إن هؤلاء باتوا يتعاملون داخل إطار الدولة وكأنهم يعيشون فوق أرض الوطن وحدهم , أوعلى أقل تقديرإعتبروا أنفسهم مواطنو الدرجة الأولى ومن سواهم فهم " أنفار فى الدرجة التالتة " وليسوا مواطنين مثلهم تماماً لهم مالهم وعليهم ماعليهم . إن هؤلاء وبدلاً من أن يبذلوا الجهد متضامنين مع الرئيس الذين رأوا أنه الأصلح لمصر لإحتواء الرافضين له ومنحوا صوتهم لغيره , حتى تعُم المصالحة بين الجميع من مؤيد ومعارض حتى تعودعجلة الدولة لتتحرك بالجميع إلى الأمام , هاهم يضعون العراقيل أمامه , حتى لايقترب من غيرهم , ويحاولون أن يُجهزوا على أية جهود يحاول الرئيس القيام بها فى هذا الإتجاه , محاولين الإستئثار به وحدهم وكأنه رئيس لمن إنتخبوه فقط أما الباقين فهم أعداءه وأعداءهم وأعداء الثورة المجيدة !! إلى الآن يريد كل من منح صوته للرئيس الجديد أن يحقق له هذا الرئيس رؤى منامه , ويأتى له بلبن العصفور,ويريد منه أن يسبح بشكره وكرمه بمنحه صوته حتى لو كان الأمر ضد الباقين , بل ولو كان ضد الدولة نفسها وكيانها , أوعلى رُفات إحتضان كل طوائف وإتجاهات باقى المصريين . فهاهم بعض الدعاه الذين تحولوا إلى أقطاب من المنتمين لعالم السياسة والذين منحوا أصواتهم هم ومريديهم إلى الرئيس مرسى وقد تحولوا إلى " جلادين" له, لمجرد أنه جلس مع بعض الفنانين والمثقفين وتحاور معهم , ووصل أمر أحد الدعاة إلى إهانة الرئيس ووصفه للفنانين بأصحاب الفُجور, مطالباً إياه أنه كان بالأحرى له أن يلتقى ملتحى الشرطة , بدلاً من هؤلاء ال.... !! لقد تعامل الشيخ على إعتبار أن هؤلاء الضباط وغيرهم من الملتحين أنهم الأولى بلقاء الرئيس لأنهم " بتوع ربنا " ,أما هؤلاء الذين إلتقى بهم الرئيس فقد تناولهم على أنهم " بتوع حاجة تانية "أهانهم , وكأنهم غير مصريين يعيشون على تراب هذه البلد لهم ما للجميع من حقوق . أما جمهور ألتراس الأهلى فقد أعرب عن غضبه وخروجه من دائرة التأييد لرئيس الثورة , الذى يرون أنهم جاءوا به على أعناقهم وجثث شهداءهم ,ولكنه اليوم من وجهة نظرهم.. خائن لدماء الشهداء لأن إتحاد الكرة قرر لعب مبارة فى كرة القدم , واقتحم الألتراس ملعب النادى مرتين مروعين رواده , معربين عن تهديداتهم فى حال عودة نشاط الكرة مرة أخرى قبل القصاص من دم الشهداء بإستاد بورسعيد . هذا عن دم الشهداء الذين هم عند ربهم يرزقون الآن , لكن مابال الألتراس بغيرهم من ملايين المصريين مثلهم الذين يستفيدون من عودة نشاط الكرة مرة أخرى وكم أسرة تأثرت من تجميده , فى الوقت الذى تسير فيه محاكمات المتهمين فى القضية .. فهل هؤلاء الألتراس هم وحدهم المصريون والباقين من المتضررين - وهم فى رقبة الرئيس - من أبناء دولة أخرى . والقياس على ذلك كثير بدءاً مما يجرى من الأغلبية فى اللجنة التأسيسية للدستور الجديد والتى يبدو أنها تريد فرض طبيعتها وإنتماءاتها السياسية على دستور الجميع , وحتى هذا المحافظ الذى خرج مرتدياً جلباباً فى جولة تفقدية له واصفاً نفسه بأنه جاء ليدعو إلى الله قبل مهام عمله التى جاء من أجلها بتحقيق نفع الناس, ليعطى دلالات على شكل الدولة الجديدة فى عهد الرئيس مرسى الذى إنتخبته الجماعة والحزب الذى ينتمى له سيادة المحافظ لتؤكد نفس المعنى ياسادة الرئيس مرسى جاء ليصبح رئيساً لكل المصريين , فهو ليس رئيساً للألتراس ولا لجماعة الإخوان , ولا لعالم الدعاة الجدد . وهنا يأتى دور الرئيس نفسه الذى عليه أن يثبت لكل المصريين - من ساندوه ومن منحوا صوتهم لغيره - أنه بالفعل رئيساً لكل المصريين , و راعياً للجميع , وأن يثبت لمن خالفوا مجيئه أنه كان الأجدر بالإختيار, أما الرضوخ لدفع فواتير إنتخابية لصالح جماعته وحزبه الذى خرج منه , والفئات التى إلتفت من حوله على حساب باقى الشعب , فلن نجنى منه ولا الرئيس نفسه الخير ..فهل من مستمع ؟!