كل بيت فى مصر يحبس أنفاسه انتظاراً لنتيجة جولة الإعادة على الانتخابات الرئاسية، البعض يناصر «مرسى» والبعض الآخر صوته ل«شفيق» وآخرون مقاطعون، فماذا عن حال بيوت «الشهداء»؟ «الوطن» سألت أهاليهم عن مشاركتهم فى جولة الإعادة فتعددت مواقفهم بين مشارك ومقاطع ومراقب محلى للانتخابات، ولكنهم اتفقوا جميعهم على أهمية أن يضع الرئيس الجديد حقوق أبنائهم على رأس قائمة أجندته الرئاسية. «طفلة لم يتعد عمرها السادسة عشرة تعشق الحياة، تبتسم فى وجه الدنيا مهما كانت المواقف، الأولى على صفها فى كل سنوات مراحلها التعليمية، تحفظ القرآن، وتجيد لعب الكاراتيه، حلمت بيوم ترتدى فيه البالطو الأبيض وينادى عليها الجميع يا دكتورة، ومنذ يوم 28 يناير يطلق عليها الجميع الطفلة شهيدة محافظة الإسكندرية هذه هى صغيرتى أميرة سمير السيد أحمد، فكيف لا أشارك فى الانتخابات وأنا والد الشهيدة، جاءت تلك الكلمات على لسان والد الشهيدة سمير رداً على سؤاله عما إذا كان سيشارك فى انتخابات الإعادة أم قرر المقاطعة. وأضاف «لم أشارك فى انتخابات رئاسية فى عهد «المخلوع» بالرغم من أن لجنتى الانتخابية بجوار المنزل مباشرة، أى أننى لا أتكبد أى عناء فى الوصول إليها، لكنى كنت أعلم أن صوتى لن يفيد، أما اليوم فلا بد أن أشارك وصوتى سأعطيه لمرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى، حتى تنجح ثورتنا وتكتمل». أما والد الشهيد شهاب حسن فكان ممن قرروا المقاطعة وقال ل«الوطن»: شاركت فى انتخابات الجولة الأولى وأعطيت صوتى لحمدين صباحى، أما الآن فأنا أرى أن كلا المرشحين لا ينتمى للثورة، ولكنى فى الوقت نفسه سأكون مع من ينجح فيهما حتى يستقر البلد ولكن إياهم والعفو عن «المخلوع»، وأضاف «أنتظر من الرئيس القادم أن يعيد محاكمة القتلة وأن تعود لمصر عزتها وكرامتها». والد الشهيد محمد رمضان قرر أن يشارك فى الانتخابات ولكن بشكل آخر، فتوجه إلى مقر اللجنة الانتخابية للمدرسة التى تحمل اسم ابنه الشهيد ليعمل كمراقب محلى للانتخابات فيها، يقول والد الشهيد: «راقبت على الانتخابات فى الجولة الأولى ومستمر فى الرقابة عليها حتى يأتى رئيس بأصوات الشعب لا بالتزوير، لذا قررت أن أستكمل دورى وأشارك فى الرقابة فى جولة الإعادة». يضيف رمضان: «مش عاوز دم ابنى يروح هدر أو يكون فيه تزوير بعد ثورة راح فيها أغلى شباب مصر». عبر صالح محمد سعد والد الشهيد «إسلام» عن إحباطه الشديد تجاه الأحداث الأخيرة سواء براءات المحاكمات أو حل مجلس الشعب، الأمر الذى جعله يتخذ قرارا بمقاطعة الانتخابات الرئاسية فى جولة الإعادة لفقدانه الأمل فى إصلاح البلد أو حصول الشهيد على حق دمه، وقال: «المجلس العسكرى عمل اللى عايزه خلاص، محدش هيحس بكلامى إلا أهالى الشهداء اللى زيى، اللى ليهم حق دم راح هدر، حتى الميدان فقد طعمه مبقاش ليه قوة ولا حد بيعمل له حساب، كل الناس براءة وولادنا كأنهم مماتوش، كأنهم كانوا ماشيين فى الشارع وماتوا فى حادثة عادية، طبيعى إنى مانزلش من البيت لأن صوتى مش هيعمل حاجة، صوتى هوفره عشان أبكى على ابنى، المجلس العسكرى كره الناس فى الإسلاميين، أنا ملتحى سلفى لما بمشى فى الشارع الناس بتتريأ عليا اللى يقولى مرسى عاوز كرسى واللى يقولى يا بتوع الاستبن، البلد خلاص مبقتش بتاعتنا أنا نفسى أطلب حق لجوء سياسى لأى بلد يحترم آدميتى». وأضاف «صالح» وهو يبكى بشدة «أنزل أنتخب ليه لما أحمد رمزى ياخد براءة وهو اللى موت ابنى على كوبرى قصر النيل، أنزل ليه وحسن عبدالرحمن اللى عذبنا فى سجونه أخد براءة، نيجى احنا إيه جنب قوة الشرطة والجيش والعباسية واحنا آسفين يا ريس ورجال الأعمال بتوع الفضائيات اللى كلهم عازوين شفيق، احنا صغيرين أوى أدام قوتهم، احنا معانا دم ولادنا وهما معاهم قوة وقضاء». على الجانب الآخر قرر جلال، شقيق الشهيد ناصر فيصل، النزول للإدلاء بصوته فى الانتخابات حتى لو كانت لديه قناعة أنها قد تزور لصالح مرشح بعينه، مؤكداً أن دور كل فرد أن يبقى متمسكا بآخر أمل لديه: «أنا شايف إنه حل البرلمان بشكل أساسى جلعنا كلنا نتأكد إنه مفيش ثورة، وإن أخويا مات وراح دمه خلاص، لأن نظام مبارك عرف العالم كله أن دم المصريين ملوش قيمة لأنه أرخص دم، واحنا أول ناس صدقتنا المقولة دى، لو كانوا حسوا إنه فيه شهداء نزلوا وماتوا مكنوش عملوا كدة، احنا هندلى بأصواتنا برغم إننا شاكين فى تزوير الانتخابات بس هنعمل اللى علينا، برغم إن الإخوان أساسا زيهم زى أحمد شفيق مش فارق حاجة، الفرق أن شفيق من نظام مبارك، ومبارك قتل أخويا، ده الفرق الوحيد، بعد ما الضباط كلهم براءات وكأن «ناصر» ماتولدش أصلا، أنا حاسس إنه محدش معترف أن أخويا شهيد لأنه حق ضاع ومفيش حد هيرجعه خلاص، حق القصاص ضاع لكن عالأقل البلد تتغير مش ترجع لورا وبعد الانتخابات لو فاز شفيق هنرجع للصفر».