قبل عام كتبت عدة مقالات حذرت فيها كثيرًا من التطورات السلبية، التى طرأت على مجموعات الألتراس، وأكدت أنها أصبحت صداعا مزمنا فى رأس الدولة، بل إنها على وشك التحول إلى مجموعة من الميليشيات السياسية لتخرج عن الهدف الذى تم إنشاؤها من أجله، ولكن الإعلام ساهم فى تفشى هذه الظاهرة، التى أخرجت من هذه المجموعات الشبابية المكونة من أبناء عائلات محترمة أسوأ ما فيهم، وشاهدنا كارثة بورسعيد التى حدثت بفعل فاعل من جماعات الألتراس فإننى أحتسب عند الله شهداء جمهور النادى الأهلى وهم من أطهر أبناء مصر، ولكننى لا أعفى الكبار من جماعة الألتراس الأهلاوى من المسئولية عن دماء زملائهم، لأنهم أشعلوا الأجواء بين الجمهورين، وهم الآن يقتحمون مقر النادى الأهلى فى مشهد فوضوى يعلن سقوط هيبة الدولة، ومصرع دولة القانون، ويقتحمون ويحطمون مقر اتحاد الكرة رافضين استئناف الدورى، ويشعلون الأحداث أمام سفارة سوريا منتقدين العدوان (البشارى) الإجرامى على الشعب المسلم المسالم، ونسى شباب الألتراس أنهم يرسلون رسالة إلى العالم تؤكد أن مصر لا تزال تعانى غياب وفوضى أمنية، وهذا الإحياء يأتى بأيديهم وكأنهم يرفضون أن تستقر الأحوال، ولا يعجبهم خطوات رئيس الجمهورية، الذى حاول فى رحلاته أن يؤكد استتباب الأمن، ودعا الرئيس مرسى السائحين إلى زيارة مصر بلد الاستقرار، وجاء بعض شباب الألتراس وليس كلهم ليضربوا خطوات الرئيس المثمرة فى مقتل. هذه المشكلة سببها الدولة، التى تركت هؤلاء الشباب النابض بالحيوية بلا توجيه وألقت وزارة الداخلية وحدها أمام المدفع لتتصدى لشباب الألتراس لتصبح الحكومات المتعاقبة هى المسئولة عن الاحتقان بين الألتراس والشرطة. وجاء شباب ألتراس الزمالك فى إستاد الكلية الحربية (ليزيدوا الطين بلة) وبدلا من أن يفتحوا صفحة جديدة مع الشرطة فإذ بنا نفاجأ بالهتافات المقززة التى يرددها بعض شاب الألتراس ضد الضباط، وكأن هؤلاء الشباب لا يزالون يعيشون فى عصر العادلى، ونسوا أن الثورة قامت والرئيس الآن هو محمد مرسى، أحد مرشحى الثورة وألد أعداء النظام السابق، ولم يسأل أحد شباب الألتراس نفسه بصراحة، من الأكثر إفادة للشعب هل شباب الألتراس أم الشرطة؟، وإن كانت عباراتى التى تحمل هجوما على الألتراس لا تعنى أنهم جميعا مخطئون لكنهم الآن فى أمس الحاجة إلى تنظيم أنفسهم واستبعاد أشخاص داخلهم لا يهمهم سوى مصلحة مجهولة غير مصلحة مصر، هؤلاء استغلوا المشاعر الطاهرة لشباب صغار فى السابعة عشرة من عمرهم ليدفعوا بهم إلى المواجهة مع الدولة بكل أجهزتها، وللجميع أدعوا إلى وقفة مع النفس فالشعب لم يعد يتحمل هذه التصرفات، وهذا يعنى أيضًا أن نطالب فى أن تسرع المحكمة فى حكمها العادل للثأر لشهداء النادى الأهلى.