2 أستطيع أن أقول بكل التجرد وبكل الموضوعية ومن خلال متابعة دقيقة لمجريات العمل فى سلسلة المشروعات الضخمة التى تجرى على أرض مصر وبينها المحور المرورى العملاق المسمى «محور روض الفرج» والذى زاره الرئيس السيسى فجرا منذ أيام قبل وضع اللمسات النهائية للمرحلة الأخيرة فيه.. أستطيع أن أقول: إن هذه الورشة الضخمة لماكينات العمل الوطنى ليست مجرد مشروعات خدمية وتنموية ضرورية يتم تنفيذها فى زمن قياسى وإنما الذى نراه ونرصده شيء أعمق من ذلك بكثير ويؤكد أننا حققنا انطلاقة هائلة على الطريق الصعب والطويل لإحداث تغيير أساسى وضرورى فى البنية الأساسية والبنية المجتمعية على حد سواء. نحن أمام عمل ضخم يتجاوز حدود الرغبة فى الإصلاح والترميم والتجديد للبنية الأساسية كما تسعى أى دولة فى الظروف العادية بغية إنجاز أفضل ما يمكن إنجازه فى ظل الموارد الذاتية لها ولكن الذى أصر عليه السيسى وحرض معاونيه على القبول بمصاعبه وتحدياته هو عنوان لحجم الطموح الهائل لمصر اعتمادا على ما يمكن توفيره من موارد مالية وأيضا بالاعتماد بشكل أساسى على المخزون المصرى من رصيد العلم والخبرة فى سابق المشروعات القومية العملاقة وعلى رأسها مشروع السد العالى الذى أنجزته مصر متحدية كل المصاعب السياسية والاقتصادية فى ذلك الوقت قبل ما يزيد عن نصف قرن! لقد أكدنا بما أنجزناه حتى الآن مع السيسى أننا نستطيع أن نستفيد من السوابق الإيجابية وأن نقتفى أثر خطاها بذكاء وحرفية يعوضنا عن أى نقص فى الموارد والإمكانيات وبما يلبى نداء السرعة الذى يلح عليه الرئيس فى ضوء ما تفرضه الظروف الراهنة محليا وإقليميا ودوليا. والحقيقة أن مشروع قناة السويس الجديدة والذى تعرض لحملات ضارية من التشكيك كان بمثابة أول خطوة فى مرحلة العثور على نقطة البداية صوب الإنجاز السريع بعد ثورة 30 يونيو ليجيء بعد ذلك رسم دقيق للمخطط الشامل لإحداث التغيير الجذرى فى البنية الأساسية والبنية المجتمعية بسلسلة من المشروعات العملاقة التى تؤكد أن مصر انطلقت بالفعل على الطريق الصحيح لصنع التغيير الحقيقى والمنشود الذى يراد حمايته بإقرار التعديلات الدستورية لتأمين الاستقرار. وصحيح أن الفضل يحسب لجرأة الرئيس السيسى واتساع طموحه لكن الفضل الأكبر يجب أن ينسب لعبقرية شعب مصر وقدرته على تعويض نقص الموارد بفائض العلم والخبرة.. إنها بالفعل عبقرية شعب يستحق التحية ويستحق التقدير. خير الكلام: المتفائل يرى الفرصة فى كل صعوبة بينما المتشائم يرى الصعوبة فى كل فرصة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله