من يقرأ بدقة معطيات المشهد المصرى الراهن سوف يدرك أننا نخطو بكل ثبات على الطريق الصحيح من أجل مزيد من القوة الذاتية التى تتناسب مع الحلم المشروع فى بناء دولة عصرية تمتلك كل المقومات الأساسية للقوة الشاملة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهذا هو سر ومكمن عوامل الجرأة التى امتلكها الرئيس السيسى فى مساندة آراء الخبراء الاقتصاديين فى نوفمبر 2016 بالذهاب إلى تعويم الجنيه المصرى مهما تكن المصاعب! وهذا الذى أقول به ليس كلاما إنشائيا وإنما هو عين الحقيقة استنادا إلى ما أبداه شعب مصر من صمود مدهش فى مواجهة المصاعب الحياتية التى رافقت الجراحة الضرورية للإصلاح المالى والاقتصادي.. وهذا الصمود ينبغى وضعه فى إطاره الصحيح كعلامة على رسوخ اليقين المجتمعى بأن الطموح المشروع للقيادة السياسية لا جدوى منه ولا قيمة له إذا لم تعززه إمكانات شعب بأسره يقدر على الصمود ويلبى استحقاقات الطموح. وإذا كان من تحصيل الحاصل القول بأن الأولوية فى برنامج الرئيس السيسى لإعادة بناء وتحديث البنية الأساسية التى تشمل الطرق والجسور وشبكات الكهرباء والمياه وملايين الوحدات السكنية التى تتوازى مع الخطة الجسورة لإزالة وصمة العشوائيات فإن تلك الأولوية لم تكن أمرا اعتباطيا وإنما كانت بمنزلة التسوية اللازمة للتربة الإنتاجية التى تستهدفها مصر من أجل صناعات قوية تلبى احتياجات الداخل ومتطلبات التصدير بالتوازى مع زراعات نامية وحديثة تتزاوج فيها المساحات الحقلية التقليدية مع عشرات الآلاف من الصوب الزراعية. ولست أحلق فى سماوات الأحلام والأوهام عندما أقول: إن السنوات القليلة المقبلة سوف تؤكد صحة المسار الذى كان لابد منه لفتح الطريق أمام قوافل الخير والنماء والتى نراها بأعيننا تكبر وتنمو مع كل يوم! نعم.. نحن على الطريق الصحيح ونحن أيضا قادرون على مواصلة السير والتطلع إلى المستقبل بكل ثقة وكل اطمئنان! خير الكلام: من يحتمل الأهوال يقدر على صعود الجبال! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله