(1) يخطئ من يظن أن الحلم المشروع فى أن تصبح مصر دولة عصرية حديثة فى منظور زمنى غير بعيد يمكن له أن يتحول من حلم إلى حقيقة ببناء المدن الجديدة وشق الطرق الحديثة وتسريع العمل فى المشروعات القومية العملاقة التى تمتد على طول وعرض الوطن لأن كل هذه المشروعات مجرد عوامل مساعدة ضرورية فى إطار المخطط الأعمق والأشمل لبناء مصر الجديدة التى يبشرنا بها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أن أطل على المشهد العام مجسدا فى نظر الناس صورة البطل الموعود عند لحظات الولادة الصعبة لثورة 30 يونيو 2013. ولعل ما جرى من تزامن مقصود بين سرعة دوران عجلة المشروعات الضخمة التى يجرى تنفيذها بكلفتها المالية الهائلة وبين قوة وجسارة خطوات الإصلاح المالى والاقتصادى رغم ما أفرزته من مصاعب اجتماعية يؤكد أن مفهوم الرئيس السيسى لبناء مصر الجديدة أكبر وأشمل وأعمق من كل هذه المشروعات حيث إن الهدف من أن تكون مصر الجديدة اسما على مسمى هو إحداث تغيير جذرى فى بنية وسلوك وثقافة المجتمع والانتقال به من مجتمع «اتكالي» يعتمد على منح وعطايا الحكومة إلى مجتمع يعمل وينتج ليشكل ناتج العمل الرقم الأساسى الأكبر فى الدخل القومى لمصر. كان من السهل على السيسى لو كان يبغى تعظيم رصيد شعبيته الهائلة التى اكتسبها بوقفته المهيبة فوق منصة 3 يوليو 2013 أن يأخذ بنهج تقليدى يرتكز إلى قرارات وإجراءات لتحسين الأوضاع وإشباع البطون ولكنه آثر أن يسلك الطريق الصعب حتى لو جاء ذلك على حساب شعبيته فالمهم أن تبدأ مصر فى وضع أقدامها على بداية الطريق الصحيح لبناء دولة حديثة بمعنى الكلمة. وظنى أن السيسى اتخذ قراراته الصعبة بعد دراسات ومشاورات للواقع المصرى خلصت إلى أن الحلم قد يكون صعبا ولكنه ليس بالمستحيل مادام أن الهدف ليس إقامة مشروعات يجرى الاحتفال بإنجازها وإنما الهدف هو إعادة تشكيل المجتمع على أسس قوية تضمن له قدرة النهوض والتطور وركوب قطار العصر.. وغدا نستكمل الحديث خير الكلام: قوة التخيل تجعلنا خالدين! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله