كشفت مصادر أمريكية النقاب عن أن تقريرا أعدته إدارة الرئيس دونالد ترامب حول إيران أثار خلافا بين المسئولين الأمريكيين حيث تخشى وكالات المخابرات الأمريكية وبعض مسئولى الخارجية من أن التقرير يستهدف فى الأساس إضفاء طابع سياسى على التقييمات الخاصة بإيران والتمهيد لإيجاد مبرر لتدخل عسكرى أمريكى ضدها أو الإطاحة بحكومتها على غرار ما حدث فى العراق. وظهر الخلاف بين المسئولين الأمريكيين عندما نشرت وزارة الخارجية على موقعها الإلكترونى ثم أزالت نسخة غير سرية من تقريرها السنوى إلى الكونجرس يقيم الالتزام الدولى باتفاقيات الحد من الأسلحة. وتضمن التقرير جزءا يقول إن احتفاظ إيران بأرشيف نووى كشفت عنه إسرائيل العام الماضى يثير تساؤلات بشأن احتمال وجود خطط لدى طهران لاستئناف برنامجها للأسلحة النووية.وقالت عدة مصادر إن التقرير، الذى نشر مجددا أمس دون تفسير، جعلهم يتساءلون عما إذا كانت إدارة ترامب تصور إيران فى أسوأ صورة ممكنة، مثلما استخدمت إدارة الرئيس السابق جورج بوش معلومات مخابرات زائفة ومبالغا فيها لتبرير غزو العراق فى عام 2003. وجاء نشر التقرير بعدما صنفت الإدارة الأمريكية رسميا الحرس الثورى الإيرانى الإثنين الماضى منظمة إرهابية أجنبية. ورغم أن التقرير ركز على الالتزام الدولى باتفاقيات الحد من الأسلحة فى العالم ، فإن معظمه جاء عن إيران. وقال مساعد فى الكونجرس لوكالة «رويترز»: التقرير «يراكم الاستنتاج فوق الاستنتاج هنا فى محاولة لخلق صورة مخيفة» .وأضاف أنه عند حذف معظم المحتوى العادى منه سيصبح التقرير إلى حد بعيد عن إيران .وتابع: «توجد مخاوف شديدة من أن الهدف الإجمالى كان المساعدة فى إيجاد مبرر لتدخل عسكرى فى إيران بشكل يبدو مألوفا للغاية»، فى إشارة إلى استغلال إدارة بوش معلومات مخابرات خاطئة قبل غزو العراق قبل 16 عاما الذى أطاح بصدام حسين. وذكر مسئول سابق أنه يعتقد أن التقرير يستخدم لدعم وجهات نظر إدارة ترامب بخصوص إيران وليس ليعكس معلومات جمعتها أجهزة المخابرات وتقييم خبراء وزارة الخارجية هذه المعلومات. وقال مصدر آخر: «هذا الجزء من التقرير يضيف بعدا سياسيا للتقرير، مضيفا أن الإدارة تستخدم على ما يبدو تقريرا كان موضوعا فى السابق لدعم تأكيدات غير موضوعية». من جهتها، دافعت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن التقرير الخاص بإيران. وقالت فى رسالة لرويترز إن التقرير يعتمد على تقييم دقيق لكل المعلومات ذات الصلة.